التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا}

          قوله: (بَابُ قَوْلِهِ: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ}[النور:27]): ساق ابن المُنَيِّر ما في الباب على عادته، ثُمَّ قال: (وجهُ الجمع بين الترجمة بالآية وبين الآثار والآيات المذكورة بعدها _يعني قوله: قال سعيد بن أبي الحسن [للحسن]: «إنَّ نساء العجم يكشفن صدورهنَّ ورؤوسهنَّ، قال: اصرف بصرك، يقول الله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}»، وقال قَتادة: «عمَّا لا يحلُّ لهم، {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}»، «{خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ}[غافر:19]: النظر إلى ما نهي عنه»، وقال الزُّهْرِيُّ في النظر إلى التي لم تَحِضْ من النساء: «لا يصلح النظر إلى شيءٍ منهنَّ ممَّن يُشتَهَى النظر إليه وإن كانت صغيرةً»_: خشيةَ أن يرى العورة فجأةً، فقرَّر بالآثار [أنَّ] رؤيةَ العورة تحرم، ومنهيٌّ عنه، فإذا كان الهجوم بلا استئذان ذريعةً إليه؛ وجب تحريمه؛ لأدائه إلى المحرَّم)، انتهى.
          قوله: (وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ لِلْحَسَنِ: إِنَّ نِسَاءَ الْعَجَمِ...) إلى آخره: (سعيدٌ) هذا: هو أخو الحسن البصريِّ ابن أبي الحسن يسارٍ البصريِّ الأنصاريِّ مولاهم، روى سعيدٌ هذا عن أمِّه، وأبي هريرة، وابن عَبَّاس، وأبي بكرة، وجماعةٍ، وعنه: أخوه، وقتادة، ومُحَمَّد بن واسع، وخالد الحَذَّاء، وسليمان التيميُّ، وجماعةٌ، وَثَّقَهُ أبو زرعة والنَّسائيُّ، تُوُفِّيَ سنة مئة على الصحيح _وقيل غير ذلك_ بفارس، أخرج له الجماعة، وقوله: (للحسن)؛ يعني: أنَّ سعيدًا سأل الحسنَ البصريَّ.
          قوله: (إِلَى مَا نُهِيَ عَنْهُ): (نُهِيَ): مَبْنيٌّ للفاعل وللمفعول.
          قوله: (وَقَالَ الزُّهْرِيُّ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه مُحَمَّد بن مسلم بن عُبيد الله بن عبد الله بن شهاب، العالمُ المشهورُ، أحدُ الأعلام.
          قوله: (وَكَرِهَ عَطَاءٌ): هو عطاء بن أبي رَباح المَكِّيُّ، أحدُ الأعلام، تَقَدَّمَ.