التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث عائشة: لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا: أن لا تلدوني

          5709- 5710- 5711- 5712- قوله: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ): تَقَدَّمَ أنَّه ابن المدينيِّ الحافظُ مرارًا، و(يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ) بعده: هو القَطَّان، شيخ الحُفَّاظ، و(سُفْيَانُ) بعده: لم يذكرِ الحافظ عبد الغنيِّ في «الكمال» أنَّه روى عن موسى بن أبي عائشة منهما غير الثَّوريِّ، ولم يذكرِ ابن عيينة، ولكن في «التذهيب» أنَّه روى عنه السُّفيانان، والقَطَّان روى أيضًا عنهما، والله أعلم مَن هو منهما، و(عُبَيْد اللهِ بْن عَبْدِ اللهِ): هو ابن عتبة بن مسعود الهذليُّ، تَقَدَّمَ.
          قوله: (قَبَّلَ النَّبِيَّ صلعم وَهُوَ مَيِّتٌ): تَقَدَّمَ أنَّ في «النَّسَائيِّ» وغيره: أنَّه قبَّله بين عينيه [خ¦4456].
          قوله: (لَدَدْنَاهُ فِي مَرَضِهِ): تَقَدَّمَ ما (اللَّدود) [خ¦4458].
          تنبيهٌ: تَقَدَّمَ أنَّه صلعم لَدُّوه يوم الأحد، وأنَّه تُوُفِّيَ يوم الاثنين مع الزَّوال [خ¦4458].
          تنبيهٌ: جاء في بعض طرق الحديث: (فيمَ لددتموني؟ قالوا: بالعود الهنديِّ، وشيءٍ من ورس، وقطراتٍ من زيت، فقال: ما كان الله ليقذفني بذلك).
          تنبيهٌ: جاء في «معجم الطَّبَرانيِّ الكبير» من حديث أسماء بنت عميس: (قالوا: نتَّهم بك ذاتِ الجنب، قال: إنَّ ذاك داءٌ ما كان الله ليقذفني به)، وهو في «المستدرك» أيضًا، وفي حديث آخر أنَّها علَّة مِن الشيطان، فعلى هذا الحديث: هو صلعم معصومٌ من ذاتِ الجنب؛ لأنَّها من الشيطان، قال الإمام السهيليُّ: (والوجع الذي كان به صلعم هو الوجع الذي يُسمَّى: خاصرة، وقد جاء ذكره في «كتاب النُّذور» من «الموطَّأ»، قال فيه: «وأصابتني خاصرة»، قالت عائشة ♦: «وكثيرًا ما كانت تصيب رسولَ الله صلعم / الخاصرة، ولا نهتدي لاسم الخاصرة، ونقول: أخذه عرق الكُلية»، وفي «مسند الحارث» يرفعه قال: «الخاصرة: عرقٌ في الكلية إذا تحرَّك؛ وجع صاحبه، دواء صاحبه العسلُ بالماء المُحرَّق»، يرويه عبد الرَّحيم بن عمر، عن الزُّهريِّ، عن عروة، وعبد الرَّحيم ضعيفٌ)، وهذا الحديث في «المستدرك» في (الطِّبِّ)، وهو بسند صحيح، والله أعلم.
          قوله: (كَرَاهِيَةُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّها بتخفيف الياء، وأنَّه يقال مِن حيث اللُّغةُ: كراهيٌ [خ¦417]، وكذا تَقَدَّمَ (الدَّوَاءِ): أنَّه بفتح الدَّال وتُكسَر أيضًا مع المدِّ فيهما [خ¦76/4-8462].
          قوله: (لَا يَبْقَى أَحَدٌ فِي الْبَيْتِ(1) إِلَّا لُدَّ وَأَنَا أَنْظُرُ...) إلى آخره: وإنَّما لدَّهم؛ لأنَّهم لدُّوه بعد أن نهاهم.
          تنبيهٌ: أجاب القاضي أبو بكر بن العربيِّ المالكيُّ الإمام الحافظ عن هذا الحديث _أعني: هذا: «لا يبقى...»؛ الحديث_ بجواب لطيف، وهو: إنَّما لدَّهم؛ لئلَّا يأتوا يوم القيامة وعليهم حقُّه، فيُدركهم خطب عظيم، نقله شيخنا، وسيأتي أنَّه فعله؛ قصاصًا كما فعلوا به، واستدلَّ بذلك البُخاريُّ وبغيره من الآثار في (باب: إذا أصاب قومٌ من رجل؛ هل يعاقبوا(2) أو يَقتصُّ منهم كلِّهم) [خ¦87/21-10242].
          سؤال: إن قيل: عارض هذا: (كان لا ينتقم لنفسه)، والجواب: أنَّه لا ينتقم لها باعتبار الغالب الأكثر مِن حاله، أو أنَّها نَسِيتْ هذا الحديث، وقيل: إنَّها أرادت في المال، وإذا أُصِيب في بدنه؛ كان انتهاكًا لحرمة الله، ذكرها ابن التِّين، كما نقله شيخنا.
          فإن قيل: كيف لم يَعفُ عنهم؟ قيل: أراد أن يُؤدِّبهم؛ لئلَّا يعودوا إلى مثلها، فيكون لهم أدبًا وقصاصًا، وأنَّه فعل ذلك بهم في مرض تحقَّق فيه الموت، وإذا تحقَّق العبدُ الموتَ؛ كُرِه له التداوي، قاله شيخنا، وقد تَقَدَّمَ بعضُ هذا قُبَيل (التَّفسير) [خ¦4458]، والله أعلم.


[1] كذا في (أ) و(ق)، وفي «اليونينيَّة»: (لا يبقى في البيت أحدٌ).
[2] كُتِب فوقها في (أ): (كذا)، ويُنظَر هامش «اليونينيَّة».