التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: فأنا أحق بموسى منكم

          2004- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بميمين مفتوحتين، بينهما عين(1) ساكنة، وأنَّه عبد الله ابن عمرو المِنْقَريُّ المُقعَد الحافظ، تقدَّم مُتَرجَمًا [خ¦75]، وكذا تقدَّم (عَبْدُ الْوَارِثِ): أنَّه عبد الوارث(2) ابن سعيد بن ذكوان التَّميميُّ مولاهم، التَّنُّوريُّ، أبو عبيدة الحافظ، وكذا تقدَّم (أيُّوب): أنَّه ابن أبي تميمة السَّخْتِيَانيُّ الإمام، أحدُ الأعلام.
          قوله: (قَدِمَ النَّبِيُّ صلعم الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ): قد تقدَّم متى قَدِم المدينة، وأنَّه في شهر ربيع الأوَّل يوم الاثنين على الصَّحيح نهارًا على الصَّحيح أيضًا، وقد وقع في «مسلم» أنَّه قدمها ليلًا، والمعروف أنَّه قدمها نهارًا، وقد تقدَّم كم كان في الشَّهر، كلُّ ذلك مضى [خ¦428]، والذي يظهر أنَّه لعلَّ هذه القدمة ليستِ الأُولى، ولكن قدمة من القدمات، لا أنَّها الأُولى، والله أعلم؛ وذلك لأنَّه ╕ إنَّما قدم المدينة في ربيع الأوَّل كما تقدَّم، فكيف يقول: إنَّه لمَّا قدم المدينة؛ وجد اليهود صيامًا يوم عاشوراء؟ فلهذا قلت: لعلَّه من بعض القدمات، وذلك أيضًا لأنَّ مسلمًا روى في «صحيحه» عن ابن عبَّاس: (أنَّه ╕ حين صام عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنَّه يوم تعظِّمه اليهود والنَّصارى، قال رسول الله صلعم: «إذا كان العام المُقبِل إن شاء الله، صمنا اليوم التَّاسع»، فلم يأتِ العامُ المُقبِلُ حتَّى تُوفِّيَ رسول الله صلعم)، فهذا فيه أنَّ صومه والأمر بصيامه كان قبل وفاته بعام.
          وفي الأحاديث التي في صوم عاشوراء إشكالات غير ما ذكرت ذكرها ابن القيِّم في «الهَدْي»، وأجاب عنها، ووفَّق بين الأحاديث، فانظر ذلك إن أردته، فإنَّه جمع بينها جمعًا حسنًا.


[1] زيد في (ج): (مهملة).
[2] زيد في (ب): (أنَّه عبد الوارث)،وهو تكرارٌ، وسقط من (ج).