التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: إذا نوى بالنهار صومًا

          قوله: (وَقَالَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُولُ...) إلى آخره: أمَّا (أمُّ الدرداء) هذه، فهي الصُغرى، واسمها هُجَيمة _ويقال: جُهَيمة_ بنت حُيَيٍّ الأوصابيَّة الحِمْيَريَّة، تابعيَّةٌ، تقدَّمَتْ [خ¦650]، وأمُّ الدَّرداء الكبرى: اسمُها خيرةُ بنت أبي حدرد الأسلميِّ، صحابيَّةٌ، ليست المراد هنا، نزلت الشَّام، وتُوفِّيَت في إمرة عثمان، لها في «مسند أحمد»؛ الصحابيَّة، وأمَّا التابعيَّة؛ فلها في الكتب السِّتَّة، وليس للصحابيَّة في الكتب السِّتَّة شيء إلَّا ما قاله شيخُنا(1) المؤلِّف فيما يأتي في (كِتَاب المرضى) في قوله: (وعادت أمُّ الدرداء رجلًا من أهل المسجد من الأنصار) [خ¦75/8-8415]، ولم يذكُرْها المِزِّيُّ في «تهذيبه»، ولا الذَّهبيُّ في «تذهيبه»، فاعلمه.
          وأمَّا (أبو الدَّرداء)، فقد تقدَّم أنَّ اسمَه عُوَيمر بن مالك، وقيل: ابن عامر، وقيل: ابن ثعلبة، وقيل غيرُ ذلك، الخزرجيُّ، حَكِيم هذه الأمَّة، تأخَّر إسلامه، أسلم عقب بدر، عنه: ابنُه بلالٌ القاضي، وزوجتُه أمُّ الدَّرداء، وجُبَير بن نُفَير، وأبو إدريس، وخلقٌ، فرض له عُمرُ فألحقه بالبدريِّين؛ لجلالته، مات سنة ░32هـ▒، أخرج له الجماعةُ وأحمدُ في «المسند»، وقد تقدَّمَتْ ترجمتُه مختصرةً، ولكن طال العهد بذلك [خ¦4/16-266].
          قوله: (وَفَعَلَهُ أَبُو طَلْحَةَ): هو زيد بن سهل الأنصاريُّ، بدريٌّ كبير، ترجمتُه معروفةٌ، وهو نقيبٌ، تقدَّمَتْ ترجمتُه مختصرةً [خ¦371]، تُوفِّيَ سنة ░34هـ▒، أخرج له الأئمَّةُ السِّتَّةُ، وأحمدُ في «المسند»، وكذا (أَبُو هُرَيْرَةَ) تقدَّم، عبدُ الرَّحمن بن صخر ☺، وكذا (ابْنُ عَبَّاسٍ) عبدُ الله البحر والحبر، مشهورُ التَّرجمة، وكذا (حُذَيْفَةُ) ابن اليماني، معروفون ♥ أجمعين.


[1] زيد في (ب): (الإمام).