التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: إذا جامع في رمضان

          قوله: (وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ رَفَعَهُ: «مَنْ أَفْطَرَ...») إلى آخره: (يُذكَر): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعلُه، وهذه صيغةُ تمريضٍ؛ لأنَّه لم يصحَّ عنده على شرطه، وقد أخرجه الأربعة من حديث يزيدَ بنِ المُطَوَّس عن أبيه، قال البخاريُّ في «تاريخه»: (تفرَّد به ابن المُطوَّس، ولا يُعرَف له غيرُه، ولا أدري سمع أبوه من أبي هريرة أم لا)، قال التِّرمذيُّ بعد أن رواه بلفظ: «من غير رخصة ولا مرض لم يقضِه عنه صيامُ الدَّهر كلِّه وإن صامه»: (هذا حديثٌ لا نعرفه(1) إلَّا من هذا الوجه، وسمعت مُحَمَّدًا يقول: أبو المُطوَّس(2) يزيد بن المُطوَّس، ولا أعرف له غيرَ هذا الحديث)، قال الذَّهبيُّ في «ميزانه»: (أبو المطوَّس عن أبيه، اسمُه(3) يزيدُ بن مطوَّس، ضُعِّف، روى عنه: حبيبُ بن أبي ثابت، تفرَّد عنه بحديثه(4) عن أبيه عن أبي هريرة رَفَعَه: «من أفطر يومًا من رمضان...»، الحديث، ولا يُعرَف لا هو ولا أبوه) انتهى، وللنَّاس كلامٌ في هذا الرجل وأبيه، ويكفي هذا في ردِّه، قال الدِّمياطيُّ: (رواه التِّرمذيُّ وأبو داود والدَّارقطنيُّ من حديث يزيد بن المطوَّس، عن أبيه، عن أبي هريرة [خ¦2379]، قال البخاريُّ في «التاريخ»: تفرَّد به ابن المطوَّس عن أبيه، ولا يُعرَف له غيره، ولا أدري سمع أبوه من أبي هريرة أم لا؟) انتهى، والذي ظهر لي أنَّ الدِّمياطيَّ قال: (رواه التِّرمذيُّ، وأبو داود، وابنُ ماجه)؛ فظنَّ النَّاقلُ أنَّ رمزَ (ق) للدَّارقطنيِّ، وإنَّما هو لابن ماجه، وهو قزوينيٌّ، وقد وقع للناقل عنه مثلُ هذا في غير مكان، والله أعلم.
          ولمَّا طرَّفه المِزِّيُّ وعزاه لـ«السُّنن الأربعة»؛ قال: (رواه كامل بن العلاء عن حَبِيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن أبي المُطوَّس، عن أبي هريرة، ولم يتابِعْهُ أحدٌ على هذا القول)، انتهى، والله أعلم.
          قوله: (وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ المُسيِّـَبِ): تقدَّم مرارًا أنَّه بفتح الياء وكسرها، وأنَّ غيرَه ممَّن اسمه (المسيَّب) لا يجوز فيه إلَّا الفتح، وتقدَّم الكلام في (الشَّعْبِيِّ): أنَّه بفتح الشِّين المعجمة، وأنَّه عامر ابن شَراحيل، و(ابْن جُبَيْرٍ): هو سعيد بن جُبَير، الإمامُ الكوفيُّ، تقدَّم، وكذا تقدَّم (إِبْرَاهِيمُ): أنَّه ابنُ يزيدَ النَّخَعيُّ الإمام، وكذا تقدَّم (قَتَادَةُ): أنَّه ابنُ دِعامة، وكذا (حَمَّاد): الظَّاهر أنَّه ابنُ زيدٍ، وهو مشهورُ التَّرجمة.


[1] في (ج): (يعرف).
[2] كذا في (أ) مضبوطًا بتشديد الواو وفتحها بالقلم، وكذا ضبطه صاحب «القاموس» مادة (طوس)، وضبطه الحافظُ في «تقريب التهذيب» (ص535▒ ░6714▒ بتشديد الواو المكسورة.
[3] في (ج): (إنَّه).
[4] زيد في (ب): (الحديث)، ولعلَّه سبق نظرٍ.