التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: الصيام لمن تمتع بالعمرة إلى الحج

          1999- قوله: (وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ(1) مِثْلَهُ): هذا معطوفٌ على السَّند الذي قبله، والبخاريُّ روى هذا الثَّاني عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن الزُّهريِّ، عن عروة، عن عائشة مثله؛ أي: مثل الحديث المذكور قبله.
          وقوله: (مثله): هو في أصلنا مرفوعٌ، وكأنَّ الذي ضبطه ظنَّ أنَّه تعليقٌ، فيكون (مثله) مبتدأ، و(عن ابن شهاب): الخبر مُقدَّمٌ، وليس كذلك، بل هو منصوبٌ بفعل؛ وهو: أخبَرَنا مالكٌ عن الزُّهريِّ، عن عروة، عن عائشة مثلَهُ، وقد ذكرتُ مثلَه فيما مضى [خ¦263]؛ فاعلمه.
          قوله: (تَابَعَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): الضَّمير في (تابعه) يعود على مالك؛ لأنَّه أقربُ مذكور، وهذا مقتضى كلامِ المِزِّيِّ، وكذا قال شيخُنا: (إنَّ إبراهيمَ تابعَ مالكًا في روايته عن الزُّهريِّ)، ويُلخَّص من كلام شيخِنا عنِ البيهقيِّ: أنَّ الشَّافعيَّ رواه عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، وفي أصلنا صُرِّح بأنَّ إبراهيمَ رواه عن ابن شهاب، ولكن رأيتُ في نسخةٍ عتيقةٍ إثباتَ (ابن شهاب) رواية، وحذفُها روايةٌ.


[1] زيد في (ب): (♦).