التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب من أمر بإنجاز الوعد

          ░28▒ (باب مَنْ أَمَرَ بِإِنْجَازِ الوَعْدِ)
          قال في «النهاية»: الوعد يستعمل في الخير والشر، يقال: وعدته خيرًا ووعدته شرًا، فإذا أسقطوا الخير والشر قالوا في الخير: الوعد، وفي الشر: الإيعاد والوعيد.
          قوله: (وَفَعَلَهُ الحَسَنُ) قال الكرماني: الفعل بلفظ المصدر، و(الحَسَنُ) صفة مشبهة صفة للفعل، وفي بعضها: (وَفَعَلَهُ) بلفظ الماضي، و(الحَسَنُ) أي: البصري.
          قوله: (وَقَضَى ابْنُ أَشْوَعِ بِالْوَعْدِ وَذَكَرَ ذَلِكَ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ) ذكر بلفظ الماضي المعروف، و(ابْنُ أَشْوَعِ) بشين معجمة غير منصرف، واسمه: سعيد بن عمرو بن أشوع الهمداني الكوفي قاضيها، مات في ولاية خالد بن عبدالله القسري على العراق، وكانت ولايته سنة خمس ومائة إلى أن عزله عمر في سنة عشرين ومائة.
          قوله: (وَقَالَ المِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم وَذَكَرَ صِهْرًا لَهُ، فقَالَ: وَعَدَنِي فَوَفَى لِي) هذا الصهر هو أبو العاصي بن الربيع زوج زينب بنت رسول الله صلعم ، واسمه: لقيط، وقِيلَ: مهشم، وقِيلَ: هشيم، والأوَّل أكثر، وهو أبو أمامة التي كان رسول الله صلعم يحملها في صلاته، وكان مصافيًا لرسول الله صلعم ، أمره المشركون بطلاق زينب، فأبى فشكر له رسول الله صلعم ذلك، ولما أطلقه من الأسر شرط عليه أن يرسل زينب إلى المدينة، فلما عاد إلى مكَّة أرسلها إلى المدينة، فلهذا قال ╕: (حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي)، وفي بعضها: (فَوَفَى لِي) من التوفية، وفي بعضها: <فأوفى لي>.
          قوله: (آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ) (المُنَافِقِ) هو الذي يضمر خلاف ما يعلن، فيظهر الإيمان، ويبطن الكفر، مأخوذًا من النافقاء إحدى جحري اليربوع، فإن له بابان أحدهما: / يسمَّى القاصعاء، والآخر النافقاء، فإذا أخذ عليه أحدهما خرج من الآخر، كذلك المنافق إذا أخذ عليه الكفر خرج منه إلى الإيمان، وقِيلَ: سُمِّي بذلك؛ لأنَّه يستر كفره شبه بمن يدخل النفق، وهو السرب يستتر فيه، ذكر ذلك ابن الأنباري.
          قوله: (وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ) يقال: وعد وعدًا وأخلف وعده إخلافًا إذا لم يف.