التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب شهادة المختبي

          ░3▒ (باب شَهَادَةِ المُخْتَبِي).
          قوله: (وَأَجَازَهُ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ) هذا التعليق رواه البيهقي من حديث سعيد بن منصور: حدَّثنا هشيم: أخبرنا الشيباني عن محمَّد بن عبدالله الثقفي: أن عمرو بن حريث كان يجيز شهادته، يعني: المختبي، ويقول: كذلك يفعل بالخائن والفاجر، و(عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ) هو ابن عمرو بن عثمان بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم أبو سعيد المخزومي صحابي، توفي رسول الله صلعم وهو ابن ثنتي عشرة سنة، وهو أوَّل قرشي اتخذ دارًا بالكوفة، وكان له فيها قدر وشرف، له عن رسول الله صلعم ثمانية عشر حديثًا، أخرج له مسلم حديثان، وروى له البخاري عن الصحابة، يروي عن أبي بكر وابن مسعود، توفي سنة خمس وثمانين.
          قوله: (وَقَالَ الشَّعْبِيُّ، وَابْنُ سِيرِينَ، وَعَطَاءٌ، وَقَتَادَةُ: السَّمْعُ شَهَادَةٌ) هذا التعليق عن الشعبي رواه ابن أبي شيبة عن هشيم عن مطرف عنه، وعن عبيدة عن إبراهيم قالا: شهادة السمع جائزة، وعن عبيدة عن بيان بن بشر قال: كان الشعبي لا يجيز شهادة المختبي.
          قوله: (وَكَانَ (1) الحَسَنُ يَقُولُ: لَمْ يُشْهِدُونِي عَلَى شَيْءٍ، وَإِنِّي سَمِعْتُ كَذَا) هذا الأثر عن الحسن رواه ابن أبي شيبة عن حاتم بن وردان عن يونس عن الحسن قال: لو أن رجلًا سمع من قوم شيئًا؛ فإنَّه يأتي القاضي، فيقول: لم يشهدني، ولكني سمعت كذا وكذا، وقد أجاز الشافعي في الجديد شهادة المختبي، وأجازها ابن أبي ليلى وأحمد وإسحاق، ولمالك فيها تفصيل يعرف من كتب أصحابه، وقال ابن التين: المذهب أنَّه إن أقر آمنًا غير خائف جازت شهادة المختبي، وإن كان حائزًا (2) لم يجز، واحتجَّ مالك في الغيبة بشهادة المختبي، وقال: إذا شهد الرجل على المرأة من وراء الستر وعرفها وعرف صوتها وأمكنها قبل ذلك؛ فشهادته عليها جائزة، قال: وقد كان الناس يدخلون على أمَّهات المؤمنين وبينهم حجاب، فيسمعون منهن، ويحدثون عنهن.


[1] في الأصل:((وقال)).
[2] كلمة غير مفهومة في الأصل صورتها المثبت في المتن.