التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أتى رسول الله وقد حمل قثم بين يديه

          5966- قوله: (حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ): تقدَّمَ ضبطُه مرارًا، وأنَّ (بُنْدَارًا) لقبُ مُحَمَّدٍ هذا [خ¦5840]، و(عَبْدُ الْوَهَّابِ): تقدَّمَ مِرارًا أنَّه ابنُ عبد المجيد الحافظُ، وتقدَّمَ مُترجَمًا [خ¦456]، و(أَيُّوبُ): هو ابنُ أبي تميمةَ السَّخْتيَانيُّ.
          قوله: (ذُكِرَ أَشَرُّ(1) الثَّلَاثَةِ): (ذُكِرَ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، و(أَشَرُّ): مرفوعٌ نائبٌ مَنابَ الفاعل، وكذا هو في أصلنا (أشرُّ)، قال الجوهريُّ: (ولا يقال: أشرُّ النَّاس إلَّا في لغةٍ رديئةٍ)، وكذا قاله غيره، وقال في (خير): (وفلانٌ خيرُ النَّاس، ولم يَقُل: أخيرُ النَّاس)، انتهى، وقد أنكرَ ابن قُتَيْبةَ: (أشرُّ) و(أخير)، وقد جاءا في الأحاديث، فدلَّ على جوازِهما، وسيجيء مِن كلام ابن عبَّاس في آخر هذا: (فَأَيُّهُمْ أَشَرُّ أَوْ أَيُّهُم أَخْيَرُ)، وفي نسخةٍ أُخرى _وقد صُحِّح عليها في أصلنا_: (شرٌّ)، و(خيرٌ)، والله أعلم.
          قوله: (وَقَدْ حَمَلَ قُثَمَ بَيْنَ يَدَيْهِ): (قُثَمُ) هذا: هو ابنُ العَبَّاس بنِ عبد المُطَّلِبِ، قال الجوهريُّ: (و«قُثَمُ»: اسمُ رَجُلٍ مَعْدُولٌ عَن «قاثِم»؛ وهو المُعطي)، انتهى، فإذًا هو ممنوعٌ مِنَ الصَّرف، ويدلُّ لعدم صرفه قولُه: (حملَ قُثَمَ بينَ يدَيه)، ولو كان مصروفًا؛ لقالَ: (قُثَمًا)، والله أعلم، وكذا قال بعده: (أَوْ قُثَمَ خَلْفَهُ).


[1] كذا في (أ) و(ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينيَّة»: (الأَشَرُّ).