التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب

          5892- قوله: (وَفِّرُوا اللُّـِحَى): (اللُّـِحَى): بكسر اللَّام وضمِّها، مقصورٌ؛ مثل: ذِروة، وذُروة، وذُرًى.
          قوله: (وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ): هو بفتح الهمزة، رُباعيٌّ: جُزُّوا، قال ابن قُرقُول: (وحكى ابن الأنباريِّ: «حفوت»)، انتهى، وكذا في «الجمهرة»: (حَفُوت شاربي أَحْفُوه حَفْوًا؛ إذا استأصلت أخذَ شعرِه، ومنه الحديثُ...)؛ فذكره، انتهى؛ يعني: فعلى هذه؛ تكون همزتُه همزةَ وصل.
          تنبيهٌ: مسألةُ حلقِ الشارب _كما في «سنن النَّسائيِّ الصغرى» و«الكبرى» بإسنادٍ صحيحٍ_ معروفةٌ، وكذا المذاهبُ فيها ومذهب الشَّافعيِّ وأبي حنيفة وغيرِهما، والأحاديثُ فيه، وقد ألَّف فيه بعضُ أصحابنا الفقهاء الظَّاهريَّة مؤلَّفًا وقرأه عليَّ، وقد ذكر شيخنا الحافظ العراقيُّ الحديثَ الذي في «سنن النَّسائيِّ»، ونسبه إلى الشُّذوذ، وقد قرأتُ عليه الكلام على الحديث المذكور، وأنَّ المختار قصُّ الشارب، لا حلقُه، وهو ردٌّ حسنٌ من حيثُ صنعةُ الحديث، والله أعلم.