التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أن نبي الله أراد أن يكتب إلى رهط من الأعاجم

          5872- قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى): هو عبد الأعلى بن حمَّاد بن نصر الباهليُّ مولاهم، البصريُّ، أبو يحيى النَّرسيُّ، عن الحمَّادَين، وسلَّام بن أبي مطيع، وداود العطَّار، ومالك، ووُهَيب بن خالد، وخلقٍ، وعنه: البُخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، وأبو زُرْعة، وزكريَّا خيَّاط السُّنَّة، وأبو يعلى، والبغويُّ، وخلقٌ، وَثَّقَهُ أبو حاتم وغيرُه، وقال ابن خِراش: (صدوقٌ)، تُوُفِّيَ في جُمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين ومئتين، وقيل: سنة ستٍّ، وهو غلط، أخرج له البُخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائيُّ.
          قوله: (أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى رَهْطٍ _أَوْ أُنَاسٍ مِنَ الأَعَاجِمِ_): في «مسلم» من حديث أنس: (أنْ يكتبَ إلى الرُّوم)، وسيأتي قريبًا في هذا «الصَّحيح» [خ¦5875]، وفي أخرى في «مسلم»: (أراد أنْ يكتبَ إلى العجم)، وفي أخرى: (أراد أن يكتب إلى كسرى، وقيصر، والنَّجاشيِّ)، ولا تنافي بين هذه الرِّوايات، والله أعلم.
          قوله: (بِوَبِيصِ أَوْ بِبَصِيصِ): (الوَبِيْص): تَقَدَّمَ قريبًا ضبطه، وأنَّه البريق واللَّمعان [خ¦5869]، وأمَّا (البَصيصُ)؛ فهو كالوبيص، و(أو): شكٌّ من الرَّاوي.
          قوله: (فِي إِصْبَعِ النَّبِيِّ صلعم): تَقَدَّمَ أنَّ في (الإصبع) تثليثَ الهمزة، وتثليثَ الباء، والعاشرة: أُصْبُوع.
          تنبيهٌ: هذه الإصبع: هي الخنصر؛ كما سيأتي من حديث أنس أيضًا [خ¦5874]، فيحتمل أن يكون من اليد اليمنى، ويحتمل أن يكون من اليد الشِّمال، فإنَّ كلًّا قد ثبت أنَّه تختَّم فيه من حديث أنس، قال الشيخ محيي الدين: (قد أجمعوا على جواز التَّختُّم في اليمين، وعلى جوازه في اليسار، ولا كراهة في / واحدة منهما، وسيأتي ما قاله مالك، واختلفوا أيَّتُهما أفضلُ، فتختَّم كثيرون من السَّلف في اليمين وكثيرون في اليسار، واستحبَّ مالكٌ اليسارَ، وكره اليمين، وفي مذهبنا وجهان لأصحابنا؛ الصَّحيح: أنَّ اليمين أفضل؛ لأنَّه زينة، واليمين أحقُّ بالزِّينة والإكرام)، انتهى، وقال المحبُّ الطَّبريُّ: (قال البغويُّ في «شرحه»: كان آخرُ الأمرين من رسول الله صلعم التَّختُّمَ في اليسار)، قال المحبُّ: (قلتُ: ولا يُحمَل ذلك على النَّسخ، وإنَّما اتَّفق أنَّ المدَّة التي تختَّم فيها كان يساره يعقبها حال استمرَّ إلى وفاته صلعم)، انتهى.