التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أتى النبي عبد الله بن أبي بعد ما أدخل قبره

          5795- قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ(1)): كذا في أصلنا، وعلى (عثمان): نسخةٌ، وفي الهامش: (مُحَمَّد) عوض (عثمان)، وعُمِل عليه: (صح)، فصار الصَّحيح فيها: (عبد الله بن مُحَمَّد)، وكذا هو في أصلنا الدِّمَشْقيِّ في الأصل: (عبد الله بن مُحَمَّد)، وفي نسخة عوض (مُحَمَّد): (عثمان)، وقد راجعتُ «أطراف المِزِّيِّ»؛ فرأيته قد طرَّفه، فقال: (وفي «اللِّباس»: عن عبد الله بن عثمان، قال: وفي «الجهاد»: عن عبد الله بن مُحَمَّد [خ¦3008])، فالحاصلُ: أنَّ هذا عنده: عبد الله بن عثمان، والَّذي في (الجهاد): عبد الله بن مُحَمَّد، وقد تابع شيخُنا المِزِّيَّ على تطريفه على ما ذكرته: أنَّ هذا الذي في (اللِّباس) عبد الله بن عثمان، والَّذي في (الجهاد) عبد الله بن مُحَمَّد، انتهى، ورأيتُ أبا عليٍّ الغسَّانيَّ ذكر هذا المكان، فقال: (هكذا روينا في «الجامع»: «حدَّثنا عبد الله بن عثمان: حدَّثنا سفيان»، عن أبي عليِّ ابن السَّكَن وأبي ذرٍّ عن شيوخه، وكذلك في نسخة النَّسفيِّ، وهكذا أخرجه أبو مسعود الدِّمَشْقيُّ في كتابه عن البُخاريِّ: «عن عبد الله بن عثمان عن سفيان»، ووقع في نسخة أبي زيد: «حدَّثنا عبد الله بن مُحَمَّد: حدَّثنا سفيان»، أمَّا عبد الله بن عثمان؛ فهو عَبْدان، ولا أحفظ له رواية عن سفيان في «الجامع» إلَّا هذه إن كانت محفوظةً، وعبد الله بن مُحَمَّد المسنَديُّ قد روى البُخاريُّ عنه كثيرًا عن ابن عُيينةَ، وروى البُخاريُّ أيضًا بعضَ هذا الحديث في «الجهاد» عن عبد الله بن مُحَمَّد المسنَديِّ عن سفيان)، انتهى، فإذن الراجح عنده أنَّه عبد الله بن مُحَمَّد المسنَديُّ، والله أعلم.
          و(عبد الله بن عثمانَ): هو ابن جَبَلة بن أبي روَّاد، عَبْدان، تَقَدَّمَ مِرارًا، و(عبد الله بن مُحَمَّد) الَّذي في (الجهاد): تَقَدَّمَ أيضًا الكلام عليه مَن هو، و(عَمْرو): هو ابن دينار المَكِّيُّ.
          قوله: (أَتَى النَّبِيُّ صلعم عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ): (النَّبيُّ): مَرْفوعٌ فاعلٌ، و(عبدَ الله): مَنْصوبٌ مفعولٌ، وهو عبد الله بن أُبَيٍّ ابنُ سلولَ، تَقَدَّمَ الكلام عليه وبعض ترجمته، وأنَّه رأس المنافقين، وكيف التلفُّظ به وكتابته [خ¦1269].
          قوله: (بَعْدَمَا أُدْخِلَ قَبْرَهُ): (أُدخِل): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، و(قبرَه): مَنْصوبٌ مفعولٌ ثانٍ، وقد تَقَدَّمَ الكلام عليه في (الجنائز)؛ فانظره [خ¦1270].
          قوله: (فَأُخْرِجَ، وَوُضِعَ): هما مبنيَّان لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهما.
          قوله: (وَنَفَثَ عَلَيْهِ مِنْ رِيقِهِ): تَقَدَّمَ ما (النَّفْث)، وكذا (وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ)، والضمير في (القميص) يعود على النَّبيِّ صلعم، وقد تَقَدَّمَ في (الجنائز) لِمَ فعل ذلك به [خ¦1270].


[1] كذا في (أ)، وهي رواية أبي ذرٍّ الهرويِّ والأصيليِّ وابن عساكر وأبي الوقت، وفي «اليونينيَّة»: (عبد الله بن محمَّد).