التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: ألا خمرته ولو أن تعرض عليه عودًا

          5605- قوله: (حَدَّثَنَا جَرِيرٌ): هو بفتح الجيم وكسر الرَّاء، هو ابن عبد الحميد، و(الأَعْمَش): سليمان ابن مِهْرَان، أبو مُحَمَّد، الكاهليُّ القارئُ، و(أَبُو صَالِحٍ): ذكوان السَّمَّان الزَّيَّات، و(أَبُو سُفْيَان): هو طلحة بن نافع، الواسطيُّ _ويقال: المَكِّيُّ_ الإسكافُ، مولى قريش، عن أبي أيُّوب الأنصاريِّ، وابن / عَبَّاس، وجابر، وابن الزُّبَير، وأنس، وغيرِهم، وعنه: الأعمشُ _فأكثر_ وحصين بن عبد الرَّحمن، وجعفر بن أبي وحشيَّة، وحجَّاج بن أرطاة، وآخرون، قال أحمد: (ليس به بأس)، وقال سعيد: (حديثه عن جابر صحيفة)، أخرج له الجماعة؛ البُخاريُّ مقرونًا بغيره، كما هنا، فإنَّه قرنه بأبي صالح، ولأبي سفيان ترجمة في «الميزان».
          قوله: (جَاءَ أَبُو حُمَيْدٍ): هو أبو حميد الساعديُّ، قال الدِّمْيَاطيُّ: (عبد الرحمن بن عَمرٍو)، انتهى، وهو عبد الرحمن بن عمرو بن سعد، وقيل: ابن المنذر بن سعد، الخزرجيُّ المدنيُّ، تُوُفِّيَ في آخر خلافة معاوية، روى عنه جماعةٌ، ترجمته معروفة، أخرج له الجماعة، وأحمد في «المسند» وبقيٌّ أيضًا، وهو فرد في الصَّحابة؛ أعني: في الكنية، والله أعلم.
          قوله: (بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ مِنَ النَّقِيعِ): هو بالنون المفتوحة، قال الدِّمْيَاطيُّ: («النَّقيع»: موضعٌ حماهُ عمرُ رضي الله [عنه] لنَعَم الفيء، وخيل المجاهدين، فلا يرعاه غيرها، وهو موضع قريب من المدينة كان يستنقع فيه الماء؛ أي: يجتمع فيه الناقع المجتمع) انتهى، وقال ابن قُرقُول في (النُّون): («النَّقيع»: هو الذي حماه رسول الله صلعم والخلفاء، وهو صدر وادي العقيق)، وقال في (الموحَّدة): (وأمَّا «النَّقيع» الذي حماه رسول الله صلعم ثُمَّ عمر، وهو الذي يضاف إليه في الحديث: «وغرز(1) النَّقيع»، وفي الحديث الآخر: «بقدح [من لبن] من النَّقيع»، و«حمى النَّقيع» [خ¦2370] وهو على عشرين فرسخًا مِن المدينة، ومساحته ميل في بريد، وفيه شجر، ويستجمُّ حتَّى يغيب فيه الرَّاكبُ، واختلف الرواة في ضبطِه؛ فمنهم من قَيَّدهُ بالنون؛ منهم النَّسفيُّ، وأبو ذرٍّ، والقابسيُّ، وكذلك قيَّدناه في «مسلم» عن الصَّدفيِّ وغيره، وكذلك لابن ماهان، وكذلك ذكره الهرويُّ والخَطَّابيُّ، قال الخَطَّابيُّ: وقد صحَّفه بعض أصحاب الحديث بالباء قال: وإنَّما الذي بالباء؛ فهو مَدفِن أهل المدينة، ووقع في كتاب الأصيليِّ في موضع بالفاء مع النُّون، وهو تصحيف، وإنَّما هو بالنُّون والقاف، وقال البكريُّ أبو عُبيد: بالباء؛ مثل: بقيع الغرقد، و«النَّقيع» في الأصل: كلُّ موضع يستنقع فيه الماء، وبه سُمِّي هذا)، انتهى، ولم يذكرِ ابن الأثير في (النقيع) الحمى غيرَ النُّون، وقال النَّوَويُّ في «شرح مسلم» بعد أن حكى الاختلاف: (والصَّحيح الأشهر الذي قاله الخَطَّابيُّ والأكثرون: بالنُّون، وهو موضع بوادي العقيق، وهو الذي حماه ◙).
          قوله: (أَلَا خَمَّرْتَهُ): أي: غطَّيته.
          قوله: (وَلَوْ أَنْ تَعْرُضَ عَلَيْهِ عُودًا): (تعرُض): قال ابن قُرقُول: («ولو بعُود تَعْرُضُه» [خ¦5624]؛ فبضمِّ الرَّاء كذا رويناه، وكذا قاله الأصمعيُّ، ورواه أبو عبيد بفتح التَّاء مع كسر الرَّاء، والأوَّل أشهر، وهو أن تضعَهُ عليه عرضًا [كأنَّه جعلَه بعرْضِه ومدِّه هناك؛ إذ لم يجِد ما يخمِّرُه أجمع، ومثلُه: «كان يَعْرُضُ رَاحِلَته ويُصلِّي إليها» [خ¦507]؛ أي: يُنيخُها عَرضًا] في قِبلته، كذا ضبطناه، وكذا قَيَّدهُ الأصيليُّ، وقَيَّدهُ بعضُهم: «يُعَرِّض»، والأوَّل أوجه)، انتهى، ولم يتعرَّض ابن الأثير للرَّاء، ولفظه: («ولو بعودٍ تَعرضه عليه»؛ أي: تضعه عليه بالعرض)، وفي «الصِّحاح»: (وعرض العودَ على الإناء والسَّيفَ على فخذه يعرِضه ويعرُضه أيضًا، فهذه وحدها بالضَّمِّ).


[1] في (أ): (غرس)، وكتب فوقها: (كذا)، والمثبت من مصدره.