التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب اختناث الأسقية

          قوله: (بَابُ اخْتِنَاثِ الأَسْقِيَةِ): هو بالخاء المُعْجَمة الساكنة، ثُمَّ مثنَّاة فوق مكسورة، ثُمَّ نون، وفي آخره ثاء مُثَلَّثة، و(اختناثها) وكذا (انخناثها): هو ثَنْيُ أفواهها إلى خارج؛ ليُشرَب منها، يُقال: خنثتُ السقاء؛ إذا ثنيتَ فمه إلى خارجٍ وشربتَ منه، وأقبعتُه؛ إذا ثنيتَ فمه إلى داخلٍ، وقد فُسِّر (الاختناث) في الحديث _وسأذكر مِن كلام مَن هو_ فقال: يعني: (أن تُكسَر أفواهها، فيُشرَب منها) [خ¦5625]، وإنَّما نهى عنه رسول الله صلعم؛ لأنَّه مُنْتِنُها، وأنَّ إدامة الشرب هكذا ممَّا يغيِّر ريحها، وقيل: لا يُؤمَن أن يكون فيها هامَّة، وقيل: لئلَّا يترشَّش الماء على الشارب؛ لسعة فم القِربة، وقد جاء في حديثٍ آخَرَ إباحتُه، ويحتمل أن يكون النَّهْيُ خاصًّا بالسقاء الكبير دون الإداوة، والله أعلم بمراد رسوله صلعم.