شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح

توجيه قول أبي جحيفة: والمرأةُ والحمارُ يمرون

          ░30▒
          ومنها قولُ أبي جُحيفةَ ☺: «خرجَ رسولُ اللهِ صلعم بالهاجرة، فأُتِيَ بوَضُوءٍ فتوضَّأ، فصلى بنا الظهر والعصر، وبين يديه عَنَزَةٌ، والمرأةُ والحمارُ يمرون من/ ورائها». [خ¦499]
          قالَ: المُشكل من هذا الحديث قوله: «والمرأةُ والحمارُ يمرون» فأعاد ضميرَ الذكورِ العقلاء على مؤنثٍ ومذكَّرٍ غير عاقلٍ.
          والوجه فيه أنه أراد: والمرأةُ والحمارُ وراكبُه، فحذف (الراكب) لدلالة (الحمار) عليه، مع نسبة مرور مستقيم إليه، ثم غَلَّب تذكير الراكب المفهوم على تأنيث المرأة، وعَقْلَهما على بَهِيميَّة الحمارِ فقال: يمرون.
          ومثل (يمرون) المخبَر به عن مذكور ومعطوف محذوف وقُوع (طَلِيحان) في قول بعض العرب: (راكبُ البعيرِ طَلِيحانِ)؛ يُريدُ: راكبُ البعيرِ والبعيرُ طليحان. /