شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح

متى يكون الموضع صالح لحين ولحتى

          ░21▒
          ومنها قولُ ابن عُمَرَ ☻: «رأيتُ رسولَ الله صلعم رَكِبَ راحلتَه، ثم يُهِلُّ حين تستوي به راحلُته».
           ويُروى: «حتى تستوي به راحلتُه».
          قال: هذا الموضعُ صالحٌ لـ: (حين) ولـ: (حتى).
          أَمَّا صلاحيتُه لـ: (حين) فظاهرةٌ.
          وأمَّا صلاحيتُهُ لـ: (حتى) فعلى أن يكونَ قَصَدَ حكايةَ الحالِ، فأتى بـ: (حتى) مرفوعاً بعدها الفعلُ، كقراءة نافع: {وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولُ الرَّسُولُ} [البقرة:214]، وكقول العرب: (مرضَ فلانٌ حتى لا يَرْجُونَه) على تقدير: مرضَ فإذا هو لا يُرجَى.
          وكذا تقدير الحديث: ثم يُهِلُّ فإذا هي مستويةٌ به راحلتُه، والمعنى أَنَّ إهلالَه مُقَارِنٌ لاستواء راحلته به، كما أنَّ انتفاءَ رجاءِ المريضِ مُقارِنٌ للحال / التي انتهى إليها. ولو نُصِبَ (تستوي) لم يجز؛ لأنه يستلزم أن يكون التقديرُ/: ثم يُهِلُّ إلى أن تستويَ به راحلتُه، وهو خلافُ المقصودِ، إلَّا أَنْ يُريدَ: يُهِلُّ بلا قَطْعٍ حتى تستويَ به راحلتُه، فَيَقْطَعَ قَطْعَ استراحة مُرْدِفاً بإهلالٍ مُسْتَأْنَفٍ، فذلك جائزٌ. /