شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح

كسر همزة «إنَّ» وفتحها

          ░16▒
          ومنها قولُ رسول الله صلعم: «اسْقِ يا زُبَيْرُ ثم أرسلِ الماءَ». فقال الأنصاريُّ: «أنَّه ابنُ عَمَّتكَ». [خ¦2361]
          قال: يجوز في (إنَّه) الكسْرُ والفتحُ؛ لأنها واقعةٌ بعد كلامٍ تامٍ مُعَلَّلٍ بمضمون ما صُدِّرَ بها، وإذا كُسِرت قُدِّرَ قبلَها الفاءُ، وإذا فُتِحَتْ قُدِّرَ قبلها اللَّام.
          وبعضُهم يُقَدِّرُ بعد الكلام المُصَدَّر بالمكسورة مثلَ ما قبلَها مقروناً بالفاء، كقولك في (اضْرِبهُ إنَّه مُسِيءٌ): اضرِبْهُ إنَّه مُسيءٌ فاضربْهُ.
          ومن شواهد الكسر: {اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة:153]،/ {وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]، {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا}[النساء:2]، {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً}[الإسراء:32]، و{فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} [طه:12]، و{اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى}[طه:43].
          والفتح في هذه المواضع جائز في العربية.
          لكنَّ القراءةَ سُنَّةٌ متبوعةٌ.
          وقد ثبتَ الوجهان في {نَدْعُوهُ أَـإِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}[الطور:28] فقرأ بالفتح نافعٌ والكسائيُّ، وكَسَرَ الباقون. /
          فحاصل ما تقرَّرَ أنَّ الوجهين جائزان في «أنَّه ابْنُ عمَّتكَ»، والكسرُ أجودُ. واللهُ أعلمُ /