غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

سويد بن غفلة

          532 # سُوَيْدُ بنُ غَفَلَةَ _بضمِّ المهملة، وفتح الواو، وسكون التَّحتيَّة المثنَّاة، آخره مهملة_ وغَفَلَة _بفتحة(1) المعجمة، والفاء، واللَّام_ أبو أميَّة الجُعْفِيُّ، الكوفيُّ.
          أدرك الجاهليَّة [والإسلام] ، وأسلم على زمانه صلعم ولم يره، فهو مخضرم، من كبار التَّابعين. قدم المدينة يوم دُفن النَّبيُّ صلعم، وأدَّى صدقته إلى مُصَدِّق النَّبيِّ(2) صلعم، وكان مولده عام الفيل، ونزل الكوفة، واستوطنها. قال سويد: أتانا مُصَدِّقُ رسول الله صلعم فقرأت في عهده: أن لا يجمع بين متفرِّق، ولا يفرَّق بين مجتمع خشية الصَّدقة، فأتاه(3) رجل بناقة عظيمة، فأبى أن يأخذها، ثمَّ أتاه بأخرى (دونها)، فأبى أن يأخذها، وقال: أيُّ أرض تقلُّني، وأي سماء تظلُّني إذا أتيت رسول الله صلعم وقد أخذت خيار مال امرئ مسلم؟!
          وشهد سويد القادسيَّة، فصاح النَّاس: الأسدَ الأسدَ، فخرج إليه سويد، فضرب على رأس الأسد، فمرَّ سيفه في فَقَارِ(4) ظهره، وخرج من علوِّ ذنبه.
          وشهد سويد صِفِّيْنَ مع عليٍّ، وعاش إلى أن مات بالكوفة زمن الحجَّاج.
          سمع: عليَّ بن أبي طالب، وأُبيَّ بن كعب.
          روى عنه: خَيْثَمَةُ بن عبد الرَّحمن، وسَلَمَةُ بنُ كُهَيْل.
          نقل عنه البخاريُّ بالواسطة، في اللُّقطة [خ¦2426] ، وفضائل القرآن [خ¦5057] ، وصفة النَّبيِّ صلعم [خ¦3611] .
          قال الكلاباذيُّ(5) : روى الشَّعبيُّ [عنه] أنَّه قال: أنا أصغر من النَّبيِّ بسنتين. قلت: فهذا يخالف(6) ما مضى عن ابن الأثير أنَّ مولده عام الفيل؛ إذ الرَّاجح أنَّ مولد سيِّد الخلق كان تلك السَّنة.
          توفِّي سويد سنة ثمانين، أو إحدى، أو اثنتين وثمانين، عن مئة وعشرين، أو سبع، أو ثمان وعشرين، أو ثلاثين، أو إحدى وثلاثين ومئة سنة.


[1] في غير (ن): (بفتح)
[2] في غير (ن): (رسول الله)
[3] في غير (ن): (فأتى)
[4] في غير (د): (قفا) والمثبت من (د).
[5] الهداية والإرشاد:1/338.
[6] في غير (ن): (لا يخالف) وهو خطأ.