غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

سعيد بن سليمان بسعدويه

          456 # سَعيدُ بنُ سُلَيْمانَ، أبو عُثمان الملقَّب بسَعْدويه، البزَّارُ، البغداديُّ، الواسطيُّ، أصله من واسط، ومسكنه بغداد.
          ثقة حافظ، من كبار العلماء.
          سمع: اللَّيثَ بنَ سعد، وعَبَّادَ بنَ العَوَّام، وهُشيماً.
          روى عنه البخاريُّ بلا واسطة، في التَّوحيد [خ¦7391] ، وغيره، ونقل عنه بواسطة محمَّد بن عبد الرَّحيم، في باب الماء الذي يُغسل به، من كتاب الوضوء [خ¦171] .
          قال الكرمانيُّ(1) : كان يسكن بالكَرْخ نحو أصحاب القراطيس. كان كثير الحديث. حجَّ ستِّين حجَّة. قال أبو بكر الخطيب(2) : كان من أهل السُّنَّة، وامتُحن فأجاب في المحنة بفيه لا بقلبه، وقال ابن عساكر: لمَّا دُعي سعدويه للمحنة رأيته خرج من دار الأمير، فقال: يا غلام قدِّم الحمار، فإن مولاك كفر. وقيل له بعدما انصرف من المحنة: ما فعلتم؟ قال كفرنا وقفلنا. انتهى كلام الكرمانيِّ.
          قال ابن حجر(3) _نقلاً عن أبي حاتم_: إنَّه ثقة مأمون، ولعلَّه أوثق من عَفَّان. وعن ابن مَعِين أنَّه أَكْيَسُ من عَمْرو بن عَوْن(4) . وعن أحمد أنَّه صاحب تصحيف. وعن الدَّارقطنيِّ أنَّهم يتكلَّمون فيه. قال ابن حجر: هذا تليين منهم لا يُقبل، ولم يكثر عنه البخاريُّ، فجميع ما فيه عنه خمسة أحاديث، ليس فيها ما تفرَّد به.
          روى له الباقون، وكان كثير الحديث مأموناً من أهل السُّنَّة، لعلَّه أوثق من عَفَّان.
          مات سنة في ذي الحجَّة، سنة خمس وعشرين ومئتين(5) ، وله مئة سنة.


[1] شرح البخاري:3/8.
[2] تاريخ بغداد:9/87.
[3] مقدمة الفتح: ص405.
[4] في غير (ن): (عوف) وهو تصحيحف.
[5] في غير (ن): (مات سنة خمس وعشرين ومئتين في ذي الحجة).