غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

سليمان بن داود

          511 # سُلَيْمَانُ بنُ داودَ، أبو الرَّبِيْعِ الزَّهْرانيُّ _بفتح الزاي، وسكون الهاء، آخره نون_ من بني زَهْرانَ، البصريُّ، العَتَكِيُّ، بفتح المهملة، والمثنَّاة الفوقيَّة، نزيل بغداد.
          ثقة، لم يتكلَّم أحد فيه بحجة(1) .
          سمع: إسماعيل بن جعفر، وإسماعيل بن زكريَّا، وفليح بن سليمان، وخارج الصَّحيح سمع مالك بن أنس، وحمَّاد بن زيد، وعبد الله بن جَعْفَر المدينيَّ، وشَريك بن عبد الله، وسفيان بن عُيينة.
          روى عنه: أحمد بن حنبل، وقال: كتبنا عنه أيام [ابن] مهديٍّ، وحدَّث عنه عليُّ بن المدينيَّ، وإسحاق بن راهويه، ومحمَّد بن مَعْمَر البحْرانيُّ، ومحمَّد بن يحيى الذُّهْلِيُّ، ومُسْلِمُ بن الحَجَّاج، وأبو زرعة الرَّازيُّ، وأبو داود السِّجِسْتَانيُّ، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ، وأبو القاسم عبد الله بن محمَّد البَغَوِيُّ.
          نقل عنه البخاريُّ بلا واسطة(2) في مواضع أولها، في باب علامات المنافق، من كتاب الإيمان [خ¦33] .
          وحدَّث أبو الربيع ببغداد، ووثَّقه يحيى بن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرَّازيَّان وغيرهم، وشَذَّ عبد الرَّحمن بن يوسف، فقال: تكلَّم فيه النَّاس وهو صدوق. قاله ابن حجر(3) ، وقال: فإنَّا(4) لم نجد لأحد فيه كلاماً إلَّا بالَّتوثيق، وروى له النَّسائي بواسطة سليمان بن عبد الرَّحمن الدِّمشقيِّ. قال أبو حاتم(5) : كان صدوقاً مستقيم الحديث، ولكنَّه يروي عن الضُّعفاء والمجاهيل، وكان في حدٍّ لو أنَّ رجلاً وَضَع له حديثاً لم يفهم. وعن أبي داود أنَّه ثقة يخطئ كما نخطئ. وقال يعقوب بن سفيان: كان صحيح الكتاب إلَّا أَّنه كان يحوِّل _يعني ينسخ عن أصله_ / فإن وقع منه شيء فمن النَّقل، وهو ثقة. قال الحاكم: قلت للدَّارقطنيِّ: أليس عنده مناكير؟ قال: بل حدَّث عن قوم ضعفاء(6) ، وأمَّا هو فثقة. قال ابن حجر: هو حجَّة، روى له البخاري أحاديث يسيرة من روايته، عن الوليد بن مسلم مقروناً بموسى بن هارون، وروى له الباقون سوى مسلم، انتهى. قلت: [وقد] مضى في أثناء التَّرجمة أنَّ مسلماً روى عنه، والمراد هناك أنَّ مسلماً من تلامذته، وهنا أنَّه ما روى عنه في صحيحه، فليس له في صحيح مسلم ذكر(7) ، فتأمَّل.
          مات بالبصرة، في شهر رمضان، سنة أربع وثلاثين ومئتين(8) .


[1] في غير (ن): (فيه أحد) وفي (ه): (حجَّة) وهو تصحيف، والتصحيح من باقي النسخ، وحصل اضطراب وسقط في و(س) مع (ه) من قوله: سمع إسماعيل إلى قوله: وشريك. وما بين حاصرتين من الأنساب:3/180.
[2] في (ن) تصحيفاً: (بالواسطة).
[3] مقدمة الفتح: ص407.
[4] في غير (ن): (لأنا).
[5] الكلام من قوله: (قال أبو حاتم) وما بعده إلى قوله: (سوى مسلم) هو في حق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي لا في حق سليمان بن داود كما يوهم السياق، والمصنف ينقل عن ابن حجر، وقد ذكر ترجمة الدمشقي بعد وراجع ترجمة صاحب الترجمة فالتبس على المصنف، وراجع سليمان بن عبد الرحمن بعد ثلاثة مترجمين من هذه الترجمة تجد هذا الكلام قيل في حقه، وراجع تهذيب الكمال، وتهذيب التهذيب الترجمة رقم (354).
[6] في غير (ن): (بلى، حدث عن) وفي غيرها وغير (س): (عن ضعفاء).
[7] المصنف هنا التبس عليه الأمر كما سبق، فالذي لم يرو عنه هو سليمان بن عبد الرحمن؛ أما سليمان بن داود فقد أكثر من الرواية عنه، وراجع الأرقام التالية عند مسلم (193) و(699) و(997) و(1247). وغيرها كثير.
[8] جاء في نسخة (س): (233) رقماً، وكتابة (أربع وثلاثين ومئتين).