غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

سريج بن يونس

          426 # سُرَيْجُ بنُ يونس، أبو الحارث البغداديُّ.
          حدث عن مَروان بن شُجَاع.
          روى البخاريُّ عن محمَّد بن عبد الرَّحيم، [عنه] ، في كتاب الطِّبِّ [خ¦5681] .
          قال ابن السَّمعانيِّ(1) : كان سُريج بن يونس زاهداً، عابداً، صالحاً، ورعاً، صاحب كرامات. حكى عنه [ابنه] قال: خرجت يوم الجمعة إلى الجامع، فلمَّا دخلتُ القَنْطَرَةَ رأيت سمكتين في دكَّان شَوَّاء، فاشتهيتهما بقلبي للصِّبيان، ولم أتكلم به، فلمَّا رجعت(2) من الصَّلاة رأيتهما، وقد أخرجهما الشَّوَّاء، فتمنيتُهما بقلبي، فلمَّا دخلت البيت ما استقررت حيناً، وإذا بداقٍّ يدقُّ الباب، فقلت: من؟ فخرجت، وإذا رجل معه طبق عليه السَّمَكتَان، / وخَلٌّ وبَقْلٌ(3) ، ورُطَبٌ كثير، فقال: يا أبا الحارث! كل هذا مع الصِّبيان.
          وقال: رأيت ربَّ العزَّة في المنام، فقال لي: يا سُريج! سلني. فقلت: يا ربِّ سَرْ بِسَرْ(4) . أي رأس برأس، وحُكي عن سَمَّانٍ (أنَّه) قال: أتاني سُريج ليلاً، وقد وُلِدَ له وَلَدٌ، فأعطاني ثلاثة دراهم، فقال: أعطني سمناً وعسلاً وسَوِيقاً. ولم يكن عندي شيء، وكنت عدلتُ(5) الظُّروف لأبكِّر فأشتري، فقال [لي] : انظر أيشٍ ما كان، امسح الظُّروف. [فجئت] فوجدت الظُّروف ملآنة(6) ، فأعطيته شيئاً كثيراً، فقال: ما هذا؟ أليس قلت: ما عندي شيء؟ قال: قلت: خذ واسكت. فقال: لا حتَّى تَصْدقني. فأخبرته، فقال: لا تحدِّث به أحداً ما دمت حيّاً.
          مات ليلة الإثنين، لسبع بقين من شهر ربيع الأوَّل، سنة خمس وثلاثين ومئتين.


[1] الأنساب:5/263.
[2] في غير (ن): (خرجت).
[3] في غير (ن): (وبقل وخلٌّ).
[4] كذا ضبطت في جميع النسخ.
[5] في غير (ن): (غسلت).
[6] في (ن) تصحيفاً: (ملآن).