غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

سليمان بن صرد

          513 # سُلَيْمَانُ بنُ صُرَدٍ _بضمِّ المهملة، وفتح الرَّاء، آخره مهملة_ أبو مُطَرِّف، الخُزَاعِيُّ، الكوفيُّ، الصحابيُّ.
          حدَّث عن رسول الله صلعم خمسة عشر حديثاً. روى عن(1) جُبير بن مُطْعِم أيضاً.
          روى عنه: أبو إسحاق، وعَدِيُّ بن ثابت.
          نقل عنه البخاريُّ بالواسطة، في غزوة الخندق [خ¦4109] ، وبدء الخلق [خ¦3282] ، والغسل [خ¦254] .
          قال الكرمانيُّ(2) : ذكر البخاريُّ من أحاديثه حديثين، سكن الكوفة أوَّل ما نزل بها المسلمون، وكان خَيِّراً فاضلاً متعبِّداً(3) ، ذا قدر وشرف في قومه.
          قال ابن الأثير: كان اسمه في الجاهليَّة يساراً، فسمَّاه رسول الله صلعم (سُليمان)، وكان له دين وعبادة، وشهد مع عليٍّ مشاهده كلَّها، وهو الذي قتل حَوْشَبَاً(4) ذا ظُليم الأَلْهَانِيَّ بصفِّين(5) مبارزة، وكان ممَّن(6) كتب إلى الحسين بن عليٍّ بعد موت معاوية يسأله القدوم إلى الكوفة، فلمَّا قدمها ترك القتال معه، فلمَّا قتل الحسين ندم هو والمسيَّب بن نَجَبَةَ _بفتح النُّون والجيم_ الفَزاريُّ، وجميع من خذله ولم يقاتل معه، وقالوا: ما لنا توبة(7) إلَّا أن نطلب بدمه. فخرجوا من الكوفة مستَهَلَّ ربيع الآخر من سنة خمس وستيِّن، وهم أربعة آلاف، وولَّوا أمرهم سُليمانَ بنَ صُرَدٍ، وسمَّوه أمير التَّوابين، وساروا إلى عُبيد الله بن زياد للقتال، وكان قد سار من الشَّام في جيش كثير يريد العراق، فالتقوا بعَيْنِ الوَرْدَةِ من أرض الجزيرة، وهي رأسُ عَيْن، فقتِل سليمانُ، والمسيَّبُ، وكثير ممَّن معهما، وحَمَلَ رأسيهما(8) / إلى مروان بن الحكم بالشَّام، وكان عُمْرُ سُليمانَ لما قتل ثلاثاً وتسعين سنة.
          عن سليمان بن صرد أنَّ رجلين تَلاْحَيَا، فاشتدَّ غضب أحدهما، فقال النَّبيُّ صلعم: «إنِّي لأعرف كلمةً لو قالها لسَكَنَ غضبُه، أعوذ(9) بالله من الشيطان».
          قال أبو نصر الكَلاَباذيُّ(10) : قُتل سليمانُ مع المختار بن أبي عُبيد بالكوفة، آخر شعبان سنة سبع وستِّين، ونقل عن تعليقات(11) البخاريِّ أنَّه قتل في ربيع الآخر سنة خمس وستِّين.


[1] في (ه): (عنه) وهو تصحيف.
[2] شرح البخاري:3/117.
[3] في غير (ن): (متعبداً فاضلاً).
[4] في النسخ كلها (جوشناً) وهو تصحيف، والتصحيح من مصادر الترجمة، وانظر ترجمة سليمان بن صرد في تهذيب الكمال:11/454، وظليم بفتح الظاء، وضمها، وهو أكثر، وانظر ترجمته عند ابن الأثير في أسد الغابة:2/548 وذكره ابن ماكولا في الإكمال في (ظُلَيم).
[5] في (ن) تصحيفاً: (نصفين).
[6] في غير (ن): (فيمن).
[7] في (ن) تصحيفاً: (تقوية).
[8] في (ن): (رأسهما).
[9] في غير (ن): (إذا تعوذ) والحديث أخرجه البخاري (3282).
[10] الهداية والإرشاد:1/307.
[11] في (ن): (طبقات).