غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

سليمان بن طرخان

          514 # سُلَيْمَانُ بنُ طَرْخَانَ _بفتح المهملة، وسكون الرَّاء، وفتح المعجمة، بآخره نون. قال في القاموس: ولا تكسر الطَّاء، ولا تضمَّ(1) ، وإن فعله المحدِّثون. قال: وهو الرَّئيس الشَّريف، لغة خراسانية. قلت: والمشهور أنَّه المطلق الذي لا يؤخذ منه الخراج(2) ، ولا يكلَّف بالإعطاء في النوائب_ أبو المُعْتَمِرِ، يقال له: التَّيميُّ، وكان مولى لبني مُرَّةَ نزل(3) فيهم، فلمَّا تكلَّم بإثبات القدر أخرجوه، فقبله بنو تيم(4) ، وقدَّموه وصار إمامهم، وهو تابعيٌّ.
          سمع: أنس بن مالك، وأبا عثمان النَّهْدِيَّ، وسَعْدَ بنَ عُبيدةَ، وقَتَادَةَ، وبَكْرَ بنَ عبدِ الله، وأبا مِجْلَزٍ.
          روى عنه: شُعبة، والثَّوريُّ، وزائدةُ، وزهيرُ بن مُعاوية، وابنه مُعْتَمِر، وابنُ أبي عَدِيّ.
          نقل عنه البخاريُّ بالواسطة، في العلم [خ¦129] ، وغير موضع، قاله الكلاباذيُّ(5) .
          قال السَّمعانيُّ في الأنساب(6) : هو مولى بني مُرَّةَ، وقد قيل: إنَّه مولى لقيس، وكان ينزل في بني تيم، فنسب إليهم. كان من عُبَّاد أهل البصرة وصالحيهم، هو ثقة متقن، حافظ ذو سُنَّةٍ. قال معتمر بن سليمان: قلت لأبي: يا أبتِ، تكتب التَّيميَّ، ولست بتيميٍّ! قال: تيميُّ الدَّار. وكان سليمان وابنه معتمر يدوران باللَّيل في المساجد، فيصلِّيان مرَّة في هذا المسجد، ومرَّة في هذا المسجد حتَّى يصبحا، وكان سليمان مائلاً إلى عليِّ بن أبي طالب، وهو ثقة عابد، من خيار أهل البصرة، له نحو مئتي حديث. قال الغزاليُّ في إحيائه عن بعضهم(7) : أنَّه رأى ربَّ العزَّة في المنام، فقال له: وعزَّتي وجلالي لأُكرمنَّ مَثْوى سليمان الَّتيميِّ، فإنَّه صلَّى الغداة بوضوء العشاء الآخيرة أربعين سنة(8) .
          ويقال: كان مذهبه إذا النَّوم(9) خامر القلب بطل الوضوء. قال شعبة: ما رأيت أعبدَ من سليمان التَّيميِّ وأصدق، كان إذا حدَّث عن النَّبيِّ(10) صلعم تغيَّر لونه. قال المعتمر: مكث أبي أربعين سنة يصوم يوماً ويفطر يوماً، ويصلِّي الفجر بوضوء العشاء.
          مات سنة ثلاث وأربعين ومئة، عن سبع وتسعين سنة.


[1] في (ن): (تضمه).
[2] في (ن): (لا خراج).
[3] في غير (ن): (ينزل).
[4] في (ن) تصحيفاً: (بنوا تيم).
[5] الهداية والإرشاد:1/310.
[6] 1/499.
[7] 2/199.
[8] في غير (ن): (العشاء الآخرة)، وذكر القصة الذهبي في السير في ترجمته:6/197، والقصة بإسنادها في حلية الأولياء:3/32، وجاء في هامش (ه) عند قوله: (خامر القلب) نسخة: (العقل).
[9] في غير (ن): (أن النوم إذا).
[10] في (هـ) رسول الله.