غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

سعيد بن كثير بن عفير

          467 # سَعِيْدُ بنُ كَثِيْر _بفتح الكاف، وكسر المثلَّثة_ بن عُفَيْر _بضمِّ المهملة، وفتح الفاء، وسكون المثنَّاة التَّحتيَّة، آخرها راء_ بن مُسْلِم الأنصاريُّ مولاهم، أبو عثمان المصريُّ، وقد نسبه(1) [البخاريُّ] إلى جدِّه، فقال: سعيد بن عُفير.
          صدوق، كان من أعلم النَّاس بالأنساب والتَّواريخ، أديباً، فصيحاً، حاضرَ الحجَّة، (لا تُمَلُّ مجالستُه)، ولا يُنْزَفُ علمُه. قال الحاكم: يقال: إنَّ مصر لم تخرج أجمع للعلوم منه، وكان يلي نقابة الأنصار بمصر، والقَسْمَ عليهم.
          ضعَّفه السَّعْدِيُّ، وردَّ عليه ابن عَدِيٍّ تضعيفَه، فقال السَّعْدِيُّ: سعيدُ بنُ عُفير فيه غير لون من البدع، وكان مخلِّطاً غير ثقة. قال ابن عديٍّ(2) : هذا لا معنى له، ولا بلغني عن أحد في سعيد كلام، وهو عند النَّاس ثقة، ولم يُنسب إلى بدع ولا كذب، ولم أجد له بعد استقصائي على حديثه شيئاً يُنكر عليه سوى حديثين رواهما عن مالك. فذكرهما، وقال: [لعلَّ] البلاء [فيهما] من ابنه عُبيد الله؛ لأنَّ سعيداً مستقيم الحديث، وروى له مسلم، والنَّسائيُّ، وكان من أعلم النَّاس بالأخبار الماضية، وأيَّام العرب، ومآثرها(3) ، ووقائعها، والمناقب والمثالب، وكان عَجَباً في ذلك كلِّه، شاعراً مليح الشِّعر، ولمَّا قدم عبد الله بن طاهر(4) مصر أحضر سعيداً مجلسه، / فأُعجب به، واستحسن ما يأتي به، ولم يكن ظِنِّيْناً في جميع ذلك،
          سمع الليثَ بنَ سَعْد، ويعقوبَ بنَ عبدِ الرَّحمن، وابنَ وَهْبٍ.
          روى عنه البخاريُّ بلا واسطة، في باب: من يرد الله به خيراً يفقِّهه في الدِّين، من كتاب العلم [خ¦71] ، وفي الصَّلاة [خ¦425] ، وغيرها.
          قال ابن منده: أُمُّ سعيدٍ بنتُ الحَسَنِ بنِ راشد.
          ولد سنة سبع وأربعين ومئة(5) ، ومات سنة ستٍّ وعشرين ومئتين.


[1] في (ن): (نسب) والمثبت أولى.
[2] الكامل في الضعفاء:4/471.
[3] في (ن) تصحيفاً: (بأثرها).
[4] في (ن) تصحيفاً: (طاهرا).
[5] ترجمته في تهذيب الكمال:11/36 برقم (2344)، وفيه: ولد سنة ست وأربعين ومئة.