التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب نفخ الصور

          ░43▒ (بَابُ نَفْخِ الصُّورِ)
          قال مجاهد: الصور كهيئة البوق _هو بضم الموحدة_ وهو الَّذي يُنْفَخُ فيه الصوت العظيم؛ قال تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ}[النازعات:13] أي صيحة، وقال ابن عباس: النَّاقور الصور، قال تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ}[المدثر:8] أي نُفِخَ في الصور، وقال: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ. تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}[النازعات:6-7] أي النَّفخة الأولى تتبعها النَّفخة الثانية، واخْتُلِفَ في عددها والأصحُّ أنَّها نفختان قال تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى}[الزمر:68]. والثاني أنَّها ثلاث نفخات، واحدة للفزع، يفزع أهل السَّماء والأرض بحيث تذهل كلُّ مرضعة عمَّا / أرضعت، ثمَّ نفخة للصَّعق، ثمَّ نفخة البعث، وأُجيب بأنَّ الأُوْلَتين عائدتان إلى واحدة فزعوا إلى أنْ صعِقوا.
          تنبيه: ما ذكره البخاري عن مجاهد وابن عباس مذكور في «تفسيرهما»، والذي عليه المفسِّرون أنَّ الصُّور قرنٌ ينفخ فيه إسرافيل، وما ذكره في تفسير الرَّاجفة والرَّادفة هو الَّذي عليه المفسِّرون، قالوا: وبينهما أربعون سنة، وقيل: الرَّاجفة الأرض، والرَّادفة السَّاعة. وقال القرطبي: الصُّور قرنٌ مِن نور تُجمَعُ فيه الأرواح يُقالُ: إنَّ فيه مِن الثُّقُبِ عدد أرواح الخلائق.