التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: حجبت النار بالشهوات

          ░28▒ (بَابُ حُجِبَتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ، وَحُجِبَتِ الجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ)
          أي نحو الاجتهاد في العبادات، والصَّبر على مشاقِّها، وكظم الغيظ، والعفو والحلم والإحسان إلى المسيء، والصَّبر عن المعاصي، وأمَّا الشَّهوات المحجوبة بها النَّار فهي الشَّهوات المحرَّمة كالزِّنا والغيبة وشرب الخمر ونحو ذلك.
          وأمَّا المباحات فهي ما يلزم الإكثار مِنها مخافة أن يجيء (1) إلى المحرَّمات، أو تقسِّي القلب، أو تشغل عن الطَّاعات، قالوا: وهذا مِن جوامع الكَلِم ومعناه لا يُوْصَلُ إلى الجنَّة إلَّا بارتكاب المكروهات، ولا إلى النَّار إلَّا بالشَّهوات، وهما محجوبتان بهما، فمن هتك الحجاب وصل إلى المحجوب، فهتك حجاب الجنَّة باقتحام المكاره، وهتك حجاب النَّار بالمشتهيات، وفي بعض الروايات ((حُفَّتِ)) بدل (حُجِبَتِ) قيل: هو خبر بمعنى النَّهي والأمر، وبلفظ ((حُفَّتِ)) أخرجه مسلم.


[1] في الأصل ما صورته:((يجيء)) ولعله أراد:((تجر)).