التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}

          ░21▒ (بَابٌ: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق:3])
          التَّوَكُّلُ: هو تفويضُ الأمورِ إلى اللهِ تعالى مُسَبِّبِ الأسبابِ سبحانَه، والوُثُوقِ بهِ وقطعُ النَّظرِ عن الأسبابِ العادية، وقيل: هو تركُ السعي فيما لا يَسعهُ قدرة البشر.
          وقوله: {فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق:3] أي يكفيهِ مِن كلِّ ما أشكلَ عَلى النَّاسِ، فلا يَكِلُهُ إلى أحدٍ مِن المخلوقين، وقيل: مَن انقطعَ إلى اللهِ واجتنبَ معاصيهِ فلهُ فيما يُعطيهِ اللهُ مِن ثوابِه وكرامتِهِ كفايَةٌ، قال الحَسَن: التوَكُّل الرِّضا بِكلِّ ما قضى الله سُبحانَه.
          قوله: (وقَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ) _بضم الخاء المعجمة وفتح المثلثة_ الثَّوْريِّ الْكُوفِي، ومِن كُلِّ ما ضَاقَ على النَّاسِ، يعني التَّوكلُ على اللهِ عامٌ في كلِّ أمرٍ مضيقٍ على الناس، يعني لا خصوصية للتوكيل في أمرٍ بل هو جارٍ في جميع الأمورِ التي تضيقُ على الإنسان.