التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب الثريد

          قوله: (بَابُ الثَّرِيدِ): ذكر حديث: «كفضل الثَّريد على سائر الطَّعام» [خ¦5418]، قال ابن الأثير لمَّا ذكر هذا الحديث: (لم يُرِدْ عينَ الثَّريد، وإنما أراد الطَّعام المُتَّخذ من اللَّحم والثَّريد معًا؛ لأنَّ الثَّريد غالبًا لا يكون إلَّا مِن لحم، والعرب قَلَّمَا تتَّخذ طبيخًا ولا سيَّما بلحم، ويقال: الثَّريد: أحد اللَّحمين، بل اللَّذَّة والقوَّة؛ إذا كان اللَّحم نضيجًا في المرق أكثر ممَّا في نفس اللَّحم)، انتهى، وهذا تَقَدَّمَ [خ¦3411]، وكذا قال ابن قَيِّم الجَوزيَّة في «الهدْي»، ولفظه: (الثَّريد: الخبز واللَّحم، وأنشد قولَ الشاعر: [من الوافر]
إِذَا مَا الخُبْزُ تَأْدَمُه بِلَحْمٍ                     فَذَاكَ أَمَانَةُ اللهِ الثَّرِيدُ
          انتهى، وقال الجوهريُّ: (ثردت الخبزَ ثَرْدًا؛ كسرتُه؛ فهو ثريدٌ ومثرودٌ، والاسم: الثُّردة؛ بالضَّمِّ، وكذلك اثردتُ(1) الخبزَ)، وفي «القاموس»: (ثرد الخبز: فتَّه، كـ«اتَّرده» و«اثَّرَدَه»؛ على «افتَعَله»؛ بالتَّاء والثَّاء)، انتهى، ورأيتُ في بعض التَّفاسير أنَّ (الثَّريد): الخبزُ والتَّمر.


[1] كذا في (أ)، وفي المطبوع من مصدره: (اتَّرَدْتُ الخبز)، قال: (وأصلهُ اثْرَدَدْتُ على افْتَعَلْتُ).