التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب ما جاء في قوله: {وهو الذي أرسل الرياح نشرًا بين يدى رحمته}

          ░5▒ (بَابُ مَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}[الأعراف:57]).
          قال عبد الله بن عمر: الرِّياح ثمانية: أربعة عذاب وأربعة رحمة، فالرَّحمة النَّاشرات والذَّاريات والمرسلات والمنشرات، وأمَّا العذاب فالعاصف والقاصف وهما في البحر، والصَّرصر والعقيم وهما في البرِّ.
          قوله: ({لَوَاقِحَ}[الحجر:22]: مَلاَقِحَ مُلْقِحَةً) أي: جمع ملقحة وملقح، ثمَّ حُذِفَتْ منه الزَّوائد، هذا قول أبي عبيدة وغيره، وأنكره بعضهم وقال هو بعيد جدًّا، لأنَّ حذف الزوائد إنَّما يجوز في مثل هذا في الشِّعر، ولكنَّه جمع لاقحة ولاقح بلا خلاف، وهو على أحد معنيين لاقح على النَّسب، أي: ذات اللِّقاح.وقال ابن السكِّيت: اللَّواقح الحوامل، وهذا المعنى الثَّاني، والعرب تقول للجنوب لاقح وحامل، وللشَّمال حامل وعقيم.قال تعالى: {حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا}[الأعراف:57] فأقلَّت وحملت واحد.وقال ابن مسعود: لواقح تحمل الرِّيح الماء تلقح السحاب فيُدِرُّ كما تُدِرُّ اللقحة ثم تمطر.قال ابن عبَّاس: تُلقِّحُ الرِّياح الشَّجر والسَّحاب.