التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب ما جاء في سبع أرضين

          ░2▒ (بَابُ مَا جَاءَ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ، وَقَولِهِ تَعَالَى: {اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}[الطلاق:12]).
          غلظ كلِّ سماء خمسمائة عام، وبين كلِّ سماء وأخرى خمسمائة عام، وفي كلِّ سماء ملائكة يعبدون الله ويسبِّحونه، قيل وبين كلِّ أرض وأخرى خمسمائة عام، وهي سبع أرضين لا سبع أقاليم، وقيل الأرضون سبع بعضها فوق بعض لا فرجة فيها، ومن قال بين كلِّ أرض وأخرى خمسمائة عام، قال في كلِّ أرض منها خلق كثير، وهم يشاهدون السَّماء من جانب أرضهم، ويرون الضِّياء منها كما يراه أهل الطبقة العليا منها، وقيل سبع أرضين متَّصل بعضها ببعض، والحائل بين كلِّ أرض وأرض بحار لا يمكن قطعها ولا الوصول إلى الأرض الأخرى، وقيل الأرض واحدة، والمراد بقوله: {وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}[الطلاق:12] في الخلق لا في العدد.
          قوله: ({وَالسَّقْفِ المَرْفُوعِ}[الطور:5]) بالرَّفع والجرِّ، السَّماء.
          قوله: ({سَمْكَهَا}[النازعات:28] بِنَاءَهَا) حكاية عمَّا في قوله في سورة الطُّور: {رَفَعَ سَمْكَهَا}[النَّازعات:28] أي: بناءها.
          قوله: (و{الحُبُكُ} اسْتِوَاؤُهَا وَحُسْنُهَا) حكاية عمَّا في قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ}[الذَّاريات:7] أي: ذات الطَّرائق الحسنة، والحبك جمع حبيك وهي الطَّريقة الَّتي تظهر على الماء والرَّمل من هبوب الرِّياح.
          قوله: ({طَحَاهَا}: دَحَاهَا) هو قول مجاهد، وقال أبو عبيد: أي: بسطها يمينًا وشمالًا من كلِّ جانب.
          قوله: ({بِالسَّاهِرَةِ}) وَجْهُ الأَرْضِ) هو قول مجاهد، وقيل السَّاهرة أرض القيامة، وقال ابن عبَّاس إنَّها الأرض، وواحدة الحبك حبيكة مثل طريقة وطرق، وقيل الواحد حباك كمثال ومثل، وقال مجاهد: ذات الحبك ذات البنيان، وقال الحسن: ذات النُّجوم، والأقوال كلُّها متقاربة لأنَّ ذلك كلَّه من زينتها وحسنها.