التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب صفة الشمس والقمر

          ░4▒ بَابُ صِفَةِ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ بِحُسْبَانٍ:
          (قَالَ مُجَاهِدٌ: «كَحُسْبَانِ الرَّحَى) أراد بهما يجريان على حسب الحركة الرحوية الدورية وعلى وضعها، ولا يعدو بها، ولا يتجاوزانها، وهذا الأثر عن مجاهد رواه عبد عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه به، وعن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد: يدوران مثل قطب الرحى (1).
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ: بِحِسَابٍ وَمَنَازِلَ لاَ يَعْدُوَانِهَا) كأنَّه يشير إلى ما رواه عبد: حَدَّثَنَا جعفر بن عون، حَدَّثَنَا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي مالك: الشَّمس والقمر بحسبان، قال: بحساب ومنازل.قوله: (وضُحَاهَا: ضَوْءُهَا) هو قول مجاهد، وعنه إشراقها، وقال قتادة: نهارها، قال الفرَّاء: وكذلك والضُّحى هو النَّهار كلُّه، والمعروف في اللُّغة كما قاله ابن التِّين أنَّ الضُّحى إذا طلعت الشَّمس بعد ذلك قليلًا، فإذا زاد قيل الضَّحَاء بالفتح والمدِّ.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عبَّاس: الحَرُورُ بِاللَّيْلِ، وَالسَّمُومُ بِالنَّهَارِ) هذا الأثر عن ابن عبَّاس ذكره ابن أبي زناد في تفسيره عن ابن عبَّاس، وقال الفرَّاء: الحرور الحرُّ الدَّائم ليلًا كان أو نهارًا، والسموم بالنَّهار وقد يكون باللَّيل.قوله: (يُولِجُ وَلِيجَةً، كُلُّ شَيْءٍ أَدْخَلْتَهُ فِي شَيْءٍ) قيل يُولِجُ ليل الصَّيف في نهاره ويدخل نهار الشِّتاء في ليله.


[1] في الأصل:((الرحمن)).