التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب الميت يعرض عليه بالغداة والعشي

          ░89▒ (بَابُ المَيِّتِ يُعْرَضُ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالعَشِيِّ)
          تعرض عليه الجنَّة والنَّار، اعلمْ أنَّ العرض لا يكون إلَّا على حيٍّ، وحديث الباب يدل على إحيائه بهذا المقتضى، ومنه ((يسمع قرع نعالهم)).
          وفيه دلالة على بقاء الأرواح لأنها التي تعرض عليها، ونحن نشاهد الميت ميتًا بالغداة والعشي وذلك يمنع إحياء جميعه وإعادة جسمه، ولا يمنع أنْ تُعاد الحياة في جزء أو أجزاء منه، ويصحُّ مخاطبته والعرض عليه، ويحتمل أن يريد بالغداة والعشيِّ غداة واحدة، ويكون العرض فيها لا في كلِّ غداة وكلِّ عشي. ذكره ابن التين.
          وقد استدل بحديث الباب الذَّاهب إلى أنَّ الأرواح على أفنية القبور، وهو أصحُّ ما ذُهب إليه في ذلك، لأنَّ الأحاديث في ذلك أثبتُ نقلًا. قاله ابن عبد البرِّ.