التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب الصبر عند الصدمة الأولى

          ░42▒ (بَابُ الصَّبْرِ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى)
          قوله: (وَقَالَ عُمَرُ: نِعْمَ العِدْلاَنِ، وَنِعْمَت العِلاَوَةُ: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}[البقرة:157]).
          هذا الأثر عَن عمر أخرجه البيهقي مِن حديث سعيد بن المسيَّب عنه، والعدلان كما قال المهلَّب: الصلوات والرحمة والعلاوة {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}، وقال ابن التين: قال أبو الحسن: العدل الواحد قول المصاب {إنَّا للهِ..} إلى آخرها، والعدل الثاني الصَّلوات التي عليهم مِن الله والعلاوة و{وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}، والعلاوة بكسر العين المهملة فيها، قال القاضي: العدل نصف الحمل على أحد شقَّي الدَّابة، والحمل عدلان، والعلاوة ما يحمل بين العدلين، وقيل: العلاوة ما عُلِّق على البعير، ضرب ذلك مثلًا لقوله: {صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}[البقرة:157] فالصَّلوات عدل، والرحمة عدل، {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}[البقرة:157] عِلاوة، لما كانت الهداية صفَة للمذكورين، ومِن نوع العدلين، والكلُّ برحمة مِن الله وفضل.
          قال بعض السَّلف: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}[البقرة:156] كلمة لم يعطها أحد قبل هذه الأمَّة، ولو علمها يعقوب لما يقل (1) {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}[يوسف:85] وقال سعيد بن جبير: لم تُعط أمَّة مِن الأمم ما أعطيته هذه الأمَّة مِن الاسترجاع ثمَّ تلى هذه الآية: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}[يوسف:85].


[1] كذا في الأصل.