التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: {ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير}

          قوله: ({لأعْنَتَكُمْ}[البقرة:220]: لأَحْرَجَكُمْ وَضَيَّقَ عَلَيكُمْ، وَ(عَنَتْ): خَضَعَتْ): قال ابن قُرقُول: {لأعْنَتَكُمْ}: لأحرجكم؛ بالحاء المهملة؛ أي: أدخل الحرج عليكم، والعَنَت: المشقَّة، هكذا في تفسيره، ثمَّ قال البخاريُّ: «{وَعَنَتِ}: خضعت»: كذا لهم، وعند الأصيليِّ: «وَعَنِتُّ: خضعتُ»، وليس عنده {الْوُجُوهُ}، فجاء على لفظ «العنت» المذكور في الآية، وعلى رواية: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ}؛ يكون من لفظ العناء؛ لأنَّ التَّاء فيه غير أصليَّة، إنَّما هي علامة التَّأنيث، وفي رواية الأصيليِّ هي أصليَّة، لكن «عَنِتُّ»؛ بمعنى: «خضعت» غير معروف في اللُّغة، وهذا ممَّا انتُقِد على البخاريِّ)، انتهى، واعلم أنَّ العزيزيَّ قال في «غريبه»: ({وَعَنَتِ الْوُجُوهُ}: استأسرتْ وذُلَّت وخضعت) انتهى، وفي «الصِّحاح»: (عَنَا يعنو: خضع وذلَّ)، ذكره في (المُعتلِّ)، والله أعلم.