التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: إذا وقف أو أوصى لأقاربه ومن الأقارب؟

          قال: (بَابٌ: إِذَا وَقَفَ...) إلى آخر التَّرجمة: تنبيهٌ: الوقف والتحبيس والتَّسبيل بمعنًى واحدٍ، وهي(1) الصَّدقة المعروفة، والوقف ممَّا اختصَّ به المسلمون، قال الإمام الشَّافعيُّ: (ولم يحبس أهل الجاهليَّة فيما علمته دارًا ولا أرضًا تَبَرُّرًا بحبسها، وإنَّما حَبَس أهلُ الإسلام)، انتهى.
          قوله: (لأَبِي طَلْحَةَ): تَقَدَّم أنَّه زيدُ بن سهل، صحابيٌّ مشهورٌ، بدريٌّ نقيبٌ، قال ╕: «صوت أبي طلحة في الجيش خيرٌ مِن فئة».
          قوله: (لِحَسَّانٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ): سيأتي نسبُهما في كلامِ البُخاريِّ.
          قوله(2): (وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ): هو مُحَمَّد بن عبد الله بن المثنَّى بن عبد الله بن أنس بن مالك(3) الأنصاريُّ، شيخُ البخاريِّ، وأخرج له الباقون بواسطة.
          وقد تَقَدَّم أنَّ البخاريَّ إذا قال: (قال فلانٌ) وفلانٌ المسندُ إليه القولُ شيخُه _كهذا_؛ أنَّه يكون أخذه عنه في حال المذاكرة غالبًا [خ¦142].
          قوله: (عَنْ ثُمَامَةَ): هو بضَمِّ المثلَّثة، وتخفيف الميم، وهو ثُمَامة بن عبد الله بن أنس بن مالك، قاضي البصرة، روى عن جدِّه والبراءِ، وعنه: عبدُ الله بن المثنَّى، ومَعْمَر، وعدَّةٌ، ثقةٌ، أخرج له الجماعة، له ترجمةٌ في «الميزان»، وصحَّح عليه.
          قوله: (وَكَانَا أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنِّي): هذا هو المشهور المعروف، وسيأتي ما يخالفه في (تفسير آل عمران)، وذاك مُشكِلٌ، ونتكلَّم عليه في مكانه [خ¦4554].
          قوله في نسب أبي طلحة: (حَرَامِ): هو بالرَّاء، وكذا في نسب حسَّان، وكلُّ مَن في(4) الأنصار من الأسماء؛ فهو كذلك.
          قوله: (وَهُوَ يُجَامِعُ حَسَّانَ، وأَبَا طَلْحَةَ، وَأُبَيًّا إِلَى سِتَّةِ آبَاءٍ): (حسَّانَ): مَنْصوبٌ مفعول، وفي نسخة الدِّمياطيِّ الحافظ: (فهو يجامع حسانُ أبا طلحة وأُبيًّا)، فـ(حسَّان) فيها؛ بالرَّفع، وهو فاعل (يجامع)، و(أبا طلحة): مفعول، و(أُبيًّا): معطوف عليه، قال الدِّمياطيُّ: (ظاهر هذا الكلام مُشكِلٌ يحتاج إلى تبيين؛ فإيضاحُه أنَّ أبا طلحة: زيدُ بن سهل بن الأسود بن حرام، وحسَّان: ابنُ ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عَدِيِّ بن عمرو بن مالك بن النَّجَّار، وأُبيًّا: ابنُ كعب بن قيس بن عُبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النَّجَّار، فيجتمع أبو طلحة وحسَّان وأُبيُّ بن كعب في عمرو بن مالك، ويجتمع أبو طلحة، وحسَّان في حرام جدِّ أبويهِما، وبنو عَدِيِّ بن عمرو بن مالك يقال لهم: بنو مَغَالة، وبنو معاوية بن عمرو بن / مالك يقال لهم: بنو حُدَيلة؛ بطنان مِن بني(5) مالك بن النَّجَّار، فقوله: «فهو يجامع حسَّانُ أبا طلحة وأُبيًّا»: «هو» ضمير الشَّأن)، انتهى.
          فقوله: (إِلَى سِتَّةِ آبَاءٍ إِلَى عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ): اعلم أنَّ (عمرو بن مالك) سابعُ أبٍ لأبي طلحة، وسادسٌ لأُبيٍّ، والله أعلم.
          فائدةٌ هي تنبيهٌ: قال السُّهيليُّ في (غزوة بني المصطلق) في «الرَّوض»: (وأمَّا أُبيٌّ؛ فيجتمع معه في الأب السَّادس، وهو عمرو بن مالك بن النَّجَّار، وقد كان أُبيٌّ غنيًّا، فكيف ترك مَن هو أقرب منه وخصَّه؟! والوجْه في ذلك: أنَّ أُبيًّا كان ابن عمَّة أبي طلحة، وهي صُهَيلة بنت الأسود بن حرام، وهو معروف عند أهل النَّسب، فمن أجل ذلك(6) النَّسب خصَّه، لا من أجل النَّسب الذي ذكرناه، فإنَّه بعيد، وإنَّما قال له النَّبيُّ صلعم: «اجعلها في الأقربين»)، انتهى، وقوله: (إنَّ أُبيًّا كان غنيًّا): فيه نظرٌ، فإنَّ في «الصحيح»: «اجعلها لفقراء قرابتك»، والله أعلم، ولو كان غنيًّا؛ لما أعطاه شيئًا، والله أعلم، ويحتمل أنَّه استغنى بعد الإعطاء.
          قوله: (وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِذَا أَوْصَى لِقَرَابَتِهِ؛ فَهُوَ إِلَى آبَائِهِ فِي الإِسْلَامِ)(7): قال شيخنا: (قال ابن التِّين في قول البخاريِّ: «إذا أوصى لقرابته؛ فهو إلى آبائه في الإسلام»: ثمَّ نقل عن أبي يوسف: أنَّ الوصيَّة لقرابته ذوي رَحِمِه المُحرَّمة وغيرهم مِن الرِّجال والنِّساء، الأقرب والأبعد في ذلك سواءٌ إلى أقصى أبٍ له في الإسلام مِن الرِّجال والنِّساء).


[1] في (أ): (وهذه)، وكتب فوقها المثبت، وزيد في (ب): (هذه).
[2] (قوله): سقط من (ب).
[3] (بن مالك): سقط من (ب).
[4] (في): سقط من (ب).
[5] (بني): سقط من (ب).
[6] (ذلك): سقط من (ب).
[7] زيد في (ب): (ثمَّ).