التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب الهبة المقبوضة وغير المقبوضة والمقسومة وغير المقسومة

          قوله: (مَا غَنِمُوا مِنْهُمْ): الذي في «الصَّحيح»: «اختاروا إحدى الطَّائفتين؛ إمَّا السَّبي، وإمَّا المال»...، قالوا: فإنَّا نختار سَبينا [خ¦2307] [خ¦2607]، فعلى هذا: ما وهبوا لهوازن كلَّ ما غنموا، وقد قَدَّمتُ مرَّةً أنَّ السَّبي كان ستَّةَ آلافِ رأسٍ من النِّساء والذُّرِّيَّة، وأنَّ الإبل كانت أربعةً وعشرين ألفًا، وأنَّ الشَّاء كانت فوق أربعين ألفًا، وأنَّ الفضَّة كانت أربعة آلاف أوقية، والأوقية: أربعون [درهمًا] [خ¦2307]، فقوله: (ما غنموا): فيه وقفةٌ، اللَّهمَّ إلَّا أن يكون ردَّ إليهم الجميعَ، واستعمل للنَّاس ما كان قد فرَّقه عليهم؛ لأنَّه أعطى جماعةً _أذكرهم_ من الإبل مئةً مئةً، وأعطى لصفوان بن أميَّة ثلاث مئة، وأعطى جماعة منهم أربعين أوقية أربعين أوقية فضَّة، وأعطى لجماعة خمسين خمسين من الإبل، وأعطى أربعين لعبَّاس بن مِرداس، فقال في ذلك شعرًا، فزاده، وسأذكر ذلك مُطَوَّلًا فيما يأتي إن شاء الله تعالى [خ¦3147].