التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين

          2567- قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ): هو عبد العزيز بن أبي حَازم، و(أبو حَازم)؛ بالحاء المهملة، والزَّاي: سَلَمة بن دينار، و[هو] أبو حَازم الأعرج، من الأعلام، تقدَّما.
          قوله: (ابْنَ أُخْتِي): (ابن): مَنْصوبٌ منادى مضاف محذوف حرف النِّداء، وهو ابن أختها أسماء بنت أبي بكر، وأمُّه أختها لأبيها، أمُّ عائشة أمُّ رُومان دعدٌ، ويقال: زينب، صحابيَّةٌ مشهورةٌ، وأمُّ أسماء قُتَيلةُ أو قَتْلة كافرةٌ، ويقال: أسلمت، والله أعلم، تَقَدَّم ذلك [خ¦2494]، وقال بعضهم: («أَبْنَ»: بفتح الهمزة، والنَّصب على حذف حرف النِّداء)، انتهى، وكذا قاله في: (أَبْنَ عبد المُطَّلب)، وهذا ما قرأتُه به قطُّ، ولا سمعتُه إلَّا في كلام بعضهم، ولا شكَّ أنَّه جائز، لكن ما قرأته ولا سمعته مِن غيره، والله أعلم، وحرف النِّداء المراد به: الهمزة؛ لأنَّه قريب، والله أعلم.
          قوله: (إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ): (إنْ): مخفَّفة من الثقيلة(1)، وضميرها مستترٌ، ولهذا دخلت اللَّام في(2) الخبر.
          قوله: (ثَلَاثَةَِ أَهِلَّةٍ): هو مَنْصوبٌ في أصلنا بالقلم، ونصبه بفعل محذوف؛ أي: (أعني) أو نحوها، والمعروف الجرُّ، والاثنان جائزان.
          قوله: (فَمَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟): هو بإسكان الياء، وضمِّ أوَّله، كذا في «الصِّحاح»: (أعاشه الله)، وقال النَّوويُّ: («يعيِّشكم»؛ بالتَّشديد).
          قوله: (إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلعم جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ): قال بعض الحُفَّاظ العصريِّين: (جيران رسول الله صلعم من الأنصار: سعد بن عبادة، وعبد الله بن عَمرو بن حرام، وأبو أيُّوب خالد بن زيد، وسعد بن زُرارة)، انتهى، [قول هذا الحافظ في جيرانه: (سعد بن زرارة) انتهى، لعلَّه: (أسعد)، فسقطت الألف، والله أعلم، وذلك سعد بن زرارة كان يُرمَى بنفاق؛ فيُحرَّر مَن هو منهما جارُه؟ قال القاضي عياض في سعد بن زرارة: (لم يعدَّه كثيرون في الصَّحابة؛ لأنَّه ذُكِر في المنافقين) انتهى، وقال ابن عبد البَرِّ في «الاستيعاب» ما لفظه: (سعد بن زرارة جدُّ عمرة بنت عبد الرَّحمن، قيل: هو أخو أسعد بن زرارة أبي أمامة، فإن كان كذلك؛ فهو سعد بن زرارة، وذكر نسبه، ثمَّ قال: وفيه نظر، وأخشى ألَّا يكون أدرك الإسلام، فإنَّ أكثرهم لم يذكره)، انتهى، وفي حاشية «الاستيعاب» بخطِّ ابن الأمين تجاه ذلك لفظها: (أدركَ الإسلامَ، وامتنع أكثرُهم مِنْ ذِكْرِهِ؛ لما ذكرَه الواقديُّ: أنَّ زيد بن ثابت ذكر قومًا من المنافقين في غزوة تبوك، فقال: وفي بني النَّجَّار مَن لا بارك اللهُ فيه، فقيل: مَن هو يا أبا سعيد؟ فقال: سعد بن زرارة وقيس بن قهد)، انتهت الحاشية، وقد ذكر الحافظ أبو الفرج ابن الجوزيِّ المنافقين، فذكر فيهم: سعد بن زرارة في كتابه «التَّلقيح»، والله أعلم](3).
          قوله: (كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ): (المنائح): جمع (منيحة)، واعلم أنَّ المَنِيحَة والمِنْحة على وجهين؛ أحدهما: عطيَّة بَتْلَة، والآخر: يختصُّ بذوات اللَّبن وبأرض الزِّراعة؛ يمنحه النَّاقةَ أو الشَّاةَ أو البقرةَ، فينتفع بلبنها ووبرها وصوفها مدَّةً، ثمَّ يصرفها، أو يعطيه أرضه يزرعها لنفسه، ثمَّ يصرفها عليه، وأصله كلُّه: العطيَّة، إمَّا الأصل، وإمَّا المنافع.
          قوله: (يَمْنَـِحُونَ): تَقَدَّم أنَّه بفتح النُّون وكسرها [خ¦227].


[1] في (ب): (المثقلة).
[2] في (ب): (على).
[3] ما بين معقوفين سقط من (ب)، وجاء في (أ) في ورقة مفردة ░1/343▒.