التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث أنس: أولا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم

          3778- قوله: (عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ) تقدَّم أنَّه يزيد بن حميد الضَّبعيُّ البصريُّ.
          قوله: (قَالَتِ الأَنْصَارُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: أَعْطَى قُرَيْشًا) يعني من غنائم حنين بعد فتح مكَّة، لأنَّ أهل مكَّة لم تُقسَمْ أموالهم.
          قوله: (وَإِنَّ سُيُوفَنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَاءِ قُرَيْشٍ) هو من باب القلب، نحو عرضت النَّاقة على الحوض، تقديره: ودماؤهم تقطر من سيوفنا.
          قوله: (لَوْ سَلَكَتِ الأَنْصَارُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ) لم يرد بذلك أنَّه تابع لهم لأنَّه هو المتبوع المطاع المفرض الطَّاعة والمتابعة على كلِّ مؤمن ومؤمنة، وإنَّما أراد بذلك حسن موافقته إيَّاهم وترجيحهم في ذلك على غيرهم لما شاهد منهم من حسن الجوار والوفاء بالعهد.وقال الخطَّابيُّ: أراد أنَّ أرض الحجاز كثيرة الأودية والشِّعاب، فإذا ضاق الطَّريق عن الجميع فسلك رئيس شعبًا اتَّبعه قومه حتَّى يفضوا إلى الجادَّة.وفيه وجه آخر: أنَّه أراد بالوادي (1) الرَّأي والمذهب، كما يُقَالُ: فلان في وَادٍ وأنت في وَادٍ.


[1] في الأصل:((بالواد)).