التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: كان يوم بعاث يومًا قدمه الله لرسوله فقدم رسول الله

          3777- قوله: (كَانَ يَوْمُ بُعَاثَ) بموحَّدة مضمومة وعين مهملة مخفَّفة وثاء مثلَّثة اسم بقعة بقرب المدينة وقع فيها حرب بين الأوس والخزرج، وقيل: هو اسم حصن للأوس وهو من المدينة على ميل.قال القاضي: وضمِّ أوَّله وكونه بعين مهملة هو المشهور، وحُكِيَ عن الخليل بغين معجمة، وقيَّده الأصيليُّ بالوجهين، وعند القابسيِّ بغين معجمة وآخره ثاء مثلَّثة بلا خلاف.قال القاضي: وهو موضع من المدينة على ليلتين.وقال النَّوويُّ: بعضهم يقوله بالغين المعجمة وهو تصحيف، فإنَّ في «الجامع»: سُمِّيَ بُعَاث لنهوض القبائل فيها بعضها إلى بعض.قال في «الواعي»: بقت الحرب بينهم مائة وعشرين سنة حتَّى جاء الإسلام، وقيل: بقيت الحرب بينهم أربعين سنة.
          قوله: (وَقَدِ افْتَرَقَ مَلَؤُهُمْ) الملأ أشراف النَّاس ورؤساؤهم ومقدَّموهم، الذين يُرجَعُ إلى قولهم وجمعه أملاء.
          قوله: (وَقُتِلَتْ سَرَوَاتُهُمْ) هو جمع السَّريِّ بفتح السِّين وهو السَّيِّد الكريم، أي: قُتِلَ أشرافهم وخيارهم، والسَّروات بِفَتَحَات.
          قوله: (وَجُرِّجُوا) كذا هو للأصيليِّ بجيمين، أي: اضطرب / أمرهم، يُقَالُ: جرج الخاتم إذا جال وقلق، وعند غير الأصيليِّ: <وَجُرِّحُوا> من الجراحة، وكذا للأصيليِّ ولجماعة رواة البخاريُّ في أيَّام الجاهليَّة من غير خلاف، وعند ابن أبي صفرة في المناقب: (وَجُرِّجُوا) بجيمين أصوب.
          قوله: (فَقَدَّمَهُ اللهُ لِرَسُولِهِ فِي دُخُولِهِمْ فِي الإِسْلاَمِ) أي: إذ لو كان أشرافهم أحياء لاستكثروا عن متابعته صلعم ، ولمنع حبُّ رياستهم عن دخول رئيس عليهم فكان ذلك من جملة مقدِّمات الخير له.