التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: الذي يشرب في إناء الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم

          5634- قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابن أبي أويسٍ عبدِ الله، وأنَّه ابن أخت مالكٍ الإمامِ أحدِ الأعلام [خ¦2]، و(أُمُّ سَلَمَةَ): تَقَدَّمَتْ مرارًا أنَّ اسمها هند بنت أبي أُمَيَّة حذيفةَ المخزوميَّة، وتَقَدَّمَ بعض ترجمتها، وأنَّها آخر الزوجات وفاةً، تُوُفِّيَت بعد مقتل الحسين ☻ [خ¦115].
          قوله: (إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ): قال الشيخ محيي الدين النَّوَويُّ: (اتَّفق العلماء مِن أهل الحديث والغريب واللُّغَةِ وغيرِهم على كسر الجيم الثانية مِن «يجرجِر») انتهى، لكنِّي رأيت في بعض تعاليق بعض فضلاء الشَّافِعيَّة من أهل بلدنا عن بعض تعاليق بعض الحمويِّين _وسمَّاه_: أنَّه فتحها، انتهى، وغالب ظنِّي أنَّه عزاه لابن أبي الدَّم، قال الشيخ محيي الدين: (واختلفوا في الراء من «النار»، فنقلوا فيها النصبَ والرفعَ، وهما مشهوران، [و] النصب هو الصَّحيح الذي جزم به غيرُ واحد، ورجَّحه غير واحد، وتؤيِّده الروايةُ الأخرى: «يجرجر في بطنه نارًا من نارِ جهنَّم»، كذا هو في«مسلم»، وكذا هو في «مسند أبي عوانة» وغيرِه من رواية عائشة ♦: «إنَّما يجرجِر في بطنه نارًا» بحذف «جهنَّم»، وأمَّا معناه؛ فعلى رواية نصب «النار»؛ فالفاعل _هو الشارب_ مضمرٌ في «يجرجر»؛ أي: يلقيها في بطنه بجَرْعٍ متتابعٍ يُسْمَع له جرجرة _وهي الصوت_؛ لتردُّده في حلقه، وعلى رواية رفع «النار» تكون النار فاعله، ومعناه: تصوِّت النَّارُ في جوفه، و«الجرجرة»: التصويت، وسُمِّيَ المشروب نارًا؛ لأنَّه يَؤُول إليها؛ كما قال تعالى: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا}[النساء:10])، والله أعلم.