التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أن النبي أعطاه دينارًا يشتري به شاةً فاشترى له به شاتين

          3642- 3643- قوله: (عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ): تَقَدَّمَ مرارًا أنَّ هذا هو ابنُ المَدينيِّ الحافظُ، و(سُفْيَانُ) بعده: هو ابنُ عُيَيْنَة، تَقَدَّمَ ذلك مرارًا.
          قوله: (قَالَ شَبِيبُ بنُ غَرْقَدَةَ): (شَبِيب): بفتح الشين المُعْجَمَة، وكسر المُوَحَّدة، ثُمَّ مُثَنَّاة تحت ساكنة، ثُمَّ مُوَحَّدة أخرى، و(غَرْقَدة): بفتح الغين المُعْجَمَة، ثُمَّ راء، ثُمَّ قاف مفتوحة، ثُمَّ دال مهملة، ثُمَّ تاء التأنيث، و(الغرقدة): شجرةٌ ذات شوكٍ، و(شَبِيب) هذا: سُلَمِيٌّ، ويقال: بارقيٌّ، كوفيٌّ، يروي عن عروةَ البارقيِّ وسليمانَ بنِ عَمرٍو، وعنه: شعبةُ، وزائدةُ، والسُّفيانان، وطائفةٌ، وثَّقهُ أحمدُ وجماعةٌ، أخرج له الجماعة.
          قوله: (سَمِعْتُ الْحَيَّ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ عُرْوَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلعم أَعْطَاهُ دِينَارًا...)؛ الحديث: (قَالَ سُفْيَانُ): تَقَدَّمَ أنَّه ابن عُيَيْنَة: (كَأنَّ الْحَسَنَ بْنَ عُمَارَةَ جَاءَ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعَهُ شَبِيبُ بْنُ غَرقَدَةَ فَأَتَيْتُهُ) يقول سفيان _يعني: ابن عُيَيْنَة_: فأتيته، (فَقَالَ شَبِيبٌ: إِنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ عُرْوَةَ، سَمِعْتُ الْحَيَّ يُخْبِرُونَهُ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ(1) يَقُولُ: «الْخَيْرُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِي الْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»): اعلم أنَّ حديث عروة في اشتراء شاتين، وبيع إحداهما، والإتيان بالأخرى؛ ليس من شرط هذا الكتاب؛ لأنَّ في سنده مجهولًا؛ وهم الحيُّ، وإنَّما الذي على شرطه هو الذي سمعه سفيانُ من شَبِيبٍ عن عروةَ: «الخير معقودٌ...»؛ الحديث، وقد أخرج حديثَ عروة في اشتراء الشاتين أبو داود، والتِّرْمِذيُّ، وابن ماجه، قال بعضُ الحُفَّاظ المُتَأخِّرين من أشياخي: (بإسناد صحيحٍ، خلافًا لابن حزمٍ)، انتهى.
          وقوله فيه: (كأنَّ الحسن بن عمارة جاء بهذا الحديث): (كأنَّ): بفتح الهمزة، وتشديد النون، من أخوات (إنَّ)، و(الحسن بن عُمَارة) _بضَمِّ العين، وتخفيف الميم_ ضعيفٌ، وقال الإمام الذَّهَبيُّ في «المغني»: (متروك)، انتهى، له ترجمةٌ فِي «الميزان»، قال ابن المَدينيِّ: ما أحتاجُ إلى شعبة فيه، أمرُه أَبْيَن مِن ذلك، قيل: أكان يغلط؟ قال: أيش يغلط؟! وذهب إلى أنَّه كان يضع الحديث.
          وقوله: (جاء بهذا الحديث عنه): أي: عن شَبِيب، وقوله: (فأتيته): يقوله سفيان بن عُيَيْنَة: فأتيتُ شَبِيبَ بن غَرْقَدة، وقد تَقَدَّمَ ذلك، ولكن ذكرتُه زيادةً في الإيضاح، والله أعلم.
          قوله: (الْخَيْرُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِي الْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ): (الخير): فسَّره في الحديث بـ(الأجر والمغنَم)، وسُمِّيَ المالُ خيرًا؛ كما قال تعالى: {إِن تَرَكَ خَيْرًا}[البقرة:180]، هذا هو الصحيحُ من الحديث كلِّه الذي تَقَدَّمَ، والباقي ليس على شرطه، وقد ذكرتُ لك مَن أخرجه أعلاه.
          قوله: (وَقَدْ رَأَيْتُ فِي دَارِهِ سَبْعِينَ فَرَسًا): هذا يقوله شِبيب بن غَرْقَدة عن عروة: أنَّه رأى في دار عروةَ بنِ الجَعْد سبعين فرسًا، وانظر كلام أبي عُمر ابن عَبْدِ البَرِّ في «الاستيعاب» في ترجمة عروة البارقيِّ؛ تجدْ ذلك وتعرفْه.
          قوله: (كَأَنَّهَا أُضْحِيَّةٌ): (الأضحية): فيها أربع لُغَات: أُضحيَّة، وإِضحيَّة _بضَمِّ الهمزة وكسرها مُشَدَّدة الياء فيهما_ والجمع: أضاحيُّ؛ بتشديد الياء، ويجوز تخفيفها، وضَحِيَّة، والجمع: ضحايا، وأضحاةٌ، والجمع: أضحًى، وهي معروفةٌ، وقد تَقَدَّمَت [خ¦2980].


[1] في النُّسختين: (سمعتُ)، وزيد في (ب): (النَّبِيَّ صلعم)، وعليها في (أ): (لا... إلى)، وزيد في «اليونينيَّة» و(ق): (يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم).