التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم

          3640- قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ابْنُ أَبِي الأَسْوَدِ): قال الدِّمْيَاطيُّ: (هو عبدُ الله بن مُحَمَّد بن أبي الأسود حميدِ ابن الأسود، ابنُ أختِ عبدِ الرَّحْمَن بن مَهْديٍّ، قاضي هَمَذان) انتهى، كنيته أبو بكرٍ، بصريٌّ حافظٌ، روى عن خالِه عبدِ الرَّحْمَن بن مَهْدِيٍّ، ومالكٍ، ودَيْلَم بنِ غَزوان، وعبدِ الواحد بن زيادٍ، ويزيدَ بنِ زُرَيعٍ، وجعفرِ بن سليمانَ، وطائفةٍ، وعنه: البُخاريُّ، وأبو داود، وسمُّويه، وإبراهيمُ الحربيُّ، وعثمانُ ابن خُرَّزاذ، وجماعةٌ، قال ابنُ مَعِين: (لا بأسَ به، لكنَّه سمع من أبي عوانة وهو صغيرٌ)، وقال الخطيبُ البغداديُّ: (كان حافظًا مُتقِنًا، سكن بغدادَ)، انتهى، تُوُفِّيَ في جمادى الآخرة سنة ░223هـ▒ وله ستُّون سنةً، أخرج له البُخاريُّ، وأبو داود، والتِّرْمِذيُّ، وله ترجمةٌ في «الميزان».
          قوله: (لَا يَزَالُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ): المراد بـ(أمر الله): هي الريح التي تأتي فتأخذ رُوح كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة، وفي بعض طرقه: (حتَّى تقوم الساعة)؛ أي: تقرب الساعة؛ وهو خروج الريح، وبهذا يُجمَعُ بين هذا وبين ما خالفه في الظاهر، والله أعلم، وقوله: (ظاهرين): أي: عالين غالبين.
          فائدةٌ: هذه الطائفة: قال البُخاريُّ فيما يأتي: (وهم أهلُ العلم) انتهى [خ¦96/10-10822]، وقال أحمد ابن حنبل: (إنْ لَمْ يكونوا أهلَ الحديث؛ فلا أدري مَن هم)، قال القاضي عياض: (إنَّمَا أراد أحمد أهلَ السُّنَّة والجماعة، ومَن يعتقد مذهب أهل الحديث)، قال النَّوويُّ: (ويحتمل أنَّ هذه الطائفةَ مفرَّقةٌ في أنواع المؤمنين؛ فمنهم: شجعان يقاتلون، ومنهم: فقهاء، ومنهم: محدِّثون، ومنهم: زُهَّاد، وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم: أهلُ أنواع أُخَرَ من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرِّقين في أقطار الأرض)، انتهى، وسأذكر مكانَهم إنْ شاء الله تعالى [خ¦3641]، وقد تَقَدَّمَ [خ¦71].