تغليق التعليق

سورة المرسلات

          ░77▒ قوله في المرسلات
          وقال مجاهد: {جِمَالَاتٌ}(1) : حبال، {ارْكَعُوا}: صلُّوا، {لَا يَرْكَعُونَ}: لا يصلون، وسئل ابن عباس: {لَا يَنطِقُونَ}، {وَالله رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام:23]، {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ} [يس:65] فقال: إنه ذو ألوان، مرة ينطقون، ومرة يختم عليهم.
          أما قول مجاهد؛ فقال الفريابيُّ: حدَّثنا ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {جِمَالَاتٌ(2) صُفْرٌ} [المرسلات:33] قال: حبال الجسور.
          وفي قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا} [المرسلات:48] قال: صلوا.
          وحديث ابن عباس تقدم في تفسير ({حم}، فصلت) بغير هذا اللفظ.
          وأمَّا هذا اللفظ؛ فقال عبد بن حميد: حدثني سليمان بن حرب: حدَّثنا حمَّاد بن سلمة عن عليِّ بن زيد، عن أبي الضحى: أنَّ نافع بن الأزرق، وعطية أتيا ابن عباس، فقالا: يا أبا عباس؛ أخبرنا عن قول الله: {هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ} [المرسلات:35] وقوله: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر:31] ، وقوله: {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام:23] وقوله: {وَلَا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} [النساء:42] قال: ويحك.
          حدَّثنا ابن الأزرق: أنَّه يوم طويل، وفيه مواقف تأتي عليهم ساعة لا ينطقون، ثم يؤذن لهم فيختصمون، ثم يمكثون ما شاء الله، يحلفون ويجحدون، فإذا فعلوا ذلك؛ ختم الله على أفواههم، ويأمر جوارحهم، فتشهد على أعمالهم ما صنعوا، ثم تنطق ألسنتهم، فيشهدون على أنفسهم بما صنعوا، قال: وذلك قوله: {وَلَا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} [النساء:42] .
          قوله فيه: حدثني محمود: حدَّثنا عبيد الله عن إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلعم فأنزلت عليه (والمرسلات) وإنَّا لنتلقاها من فيه...؛ الحديث. [خ¦4930]
          حدَّثنا عبدة بن عبد الله: أخبرنا يحيى بن آدم عن إسرائيل بهذا.
          وعن إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، مثله.
          وتابعه أسود بن عامر عن إسرائيل، وقال حفص، وأبو معاوية، وسليمان بن قرم عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، وقال يحيى بن حمَّاد: أخبرنا أبو عوانة عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، وقال ابن إسحاق: عن عبد الرَّحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله. [خ¦4931] أما حديث أسود بن عامر؛ فقال الإمام أحمد: حدَّثنا أسود بن عامر: حدَّثنا إسرائيل عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: وحدثنا أسود: حدَّثنا إسرائيل عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلعم في غار، فنزلت: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} [المرسلات:1]، فإنَّا لنتلقَّاها من فيه، فخرجت حَيَّةٌ...؛ الحديث.
          وأمَّا أحاديث(3) حفص، وأبي معاوية، وسليمان بن قرم فتقدمت في أواخر (بدء الخلق).
          وأمَّا حديث يحيى بن حمَّاد؛ فقال الطبراني في «الكبير»: حدَّثنا محمَّد بن عبد الله الحضرميُّ: حدَّثنا الفضل بن سهل الأعرج: حدَّثنا يحيى بن حمَّاد: حدَّثنا أبو عوانة عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: كنا مع النَّبيِّ صلعم بمنًى، فأنزلت عليه: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا}، فإذا هو بحية، فطلبوها ففاتتهم، فقال النَّبيُّ: صلعم: «لقد وُقِيتُم شرها كما وُقِيَت شركم».
          وأمَّا حديث ابن إسحاق؛ فقال الإمام أحمد: حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم: حدَّثنا أبي عن ابن إسحاق: حدَّثني عبد الرَّحمن بن الأسود بن يزيد النخعيُّ عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: نزلت على رسول الله صلعم {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} [المرسلات:1].
          (ح): وقال ابن مردويه في «التَّفسير»: حدَّثنا أحمد بن عثمان: حدَّثنا العباس بن محمَّد: حدَّثنا يونس بن محمَّد: حدَّثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمَّد بن إسحاق، عن عبد الرَّحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: تلقيت {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} بحراء ليلة الحية، قالوا: وما ليلة الحيِّة؟ قال: فقال: خرجت حية، فقال رسول الله صلعم: «اقتلوها»، فتغيَّبت في جحر، فقال: «دعوها؛ فإنَّ الله وقاها شركم، كما وقاكم شرَّها».


[1] في المطبوع: (جمالتٌ).
[2] في المطبو ع: (جمالتٌ).
[3] في المطبوع: (حديث).