تغليق التعليق

سورة القمر

          ░54▒ قوله في القمر.
          قال مجاهد: {مُّسْتَمِرٌّ}: ذاهب. {مُزْدَجَرٌ}: متناهٍ. {وَازْدُجِرَ}: فاستطير جنونًا. {دُسُرٍ}: أضلاع السفينة. {لِّمَن كَانَ كُفِرَ}: يقول: كُفِرَ به جزاءً من الله. {مُّحْتَضَرٌ}: يحضرون الماء.
          وقال ابن جبير: {مُهْطِعِينَ}: النسلان. الخبب: السراع.
          أما قول مجاهد؛ فقال الفريابيُّ: حدَّثنا ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر:1] قال: رأوه منشقًّا فقالوا: هذا سحر ذاهب.
          وفي قوله: {مُزْدَجَرٌ} [القمر:4] قال: متناه.
          وفي قوله: {وَازْدُجِرَ} [القمر:9] قال: استطير جنونًا.
          وفي قوله: {وَدُسُرٍ} [القمر:13] قال: أضلاع السفينة.
          وفي قوله: {جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ} [القمر:14] قال: بالله.
          وفي قوله: {كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ} [القمر:28] قال: يحضرون الماء إذا غابت الناقة.
          وقد روي عن مجاهد عن ابن عباس تفسير (الدسر) على خلاف ذلك اللفظ.
          قال إبراهيم الحربيُّ في «غريب الحديث» له: حدَّثنا شُجَاع: حدَّثنا هشيم: أخبرنا حصين، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله: {وَدُسُرٍ} [القمر:13] قال: معاريضها.
          قلت: وليس بين اللفظين تخالف، بل معناهما واحد، وهذا إسناد صحيح.
          وأمَّا قول سعيد بن جبير؛ فقال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أبي: حدَّثنا أبو عبد الرحمن الأذَرْميُّ: حدَّثنا القاسم بن يزيد الجرميُّ: حدَّثنا شريك، [عن سالم] ، عن سعيد بن جبير في قوله: {مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ} [القمر:8] قال: النسلان، الخبب: [السراع] .
          قوله فيه: وقال قتادة: أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الأمة.
          قال عبد بن حميد: أخبرنا عبد الرَّزَّاق، عن معمر، عن قتادة: {وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر:15] قال: أبقى الله سفينة نوح على الجودي حتى أدركها أوائل هذه الأمة.
          وقال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أبي: حدَّثنا هشام بن خالد: حدَّثنا شعيب بن إسحاق: حدَّثنا سعيد، عن قتادة قال: أبقى الله ╡ السفينة في أرض الجزيرة عبرة وآية، حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة نظرًا، وكم من سفينة كانت بعدها فصارت رمادًا.