تغليق التعليق

سورة النجم

          ░53▒ قوله في النجم.
          وقال مجاهد: {ذُو مِرَّةٍ}: ذو قوة. {قَابَ قَوْسَيْنِ}: حيث الوَتَر من القوس. {ضِيزَى}: عوجاء. {وَأَكْدَى}: قطع عطاءه. {رَبُّ الشِّعْرَى}: هو مِرْزم الجوزاء. {الَّذِي وَفَّى}: وفَّى ما فُرض عليه. {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ}: اقتربت الساعة. {سَامِدُونَ}: البرطمة، وقال عكرمة: يتغنون بالحِمْيرية.
          قال الفريابيُّ: حدَّثنا ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم:5] قال: قوة، {ذُو مِرَّةٍ} قال: جبريل، {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم:9] حيث الوَتَر من القوس.
          وبه في قوله: {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} [النجم:22] قال: عوجاء.
          وفي قوله: {أَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى} [النجم:34] قال: اقتطع عطاءه.
          وبه في قوله: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} [النجم:49] قال: مرزم الجوزاء.
          وبه في قوله: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [النجم:37] قال: ما فُرِض عليه.
          وبه في قوله: {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ} [النجم:57] قال: اقتربت الساعة.
          حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ} [النجم:59] قال: من هذا القرآن، {وَأَنتُمْ سَامِدُونَ} [النجم:61] قال: البرطمة، وقال عكرمة: السامدون: يغنون بالحِمْيرية.
          وقال ابن عيينة في «تفسيره»، عن ابن أبي نَجِيح، عن عكرمة في قوله: {وَأَنتُمْ سَامِدُونَ} [النجم:61] قال: هذا الغناء بالحميرية، يقول: اسمد لنا؛ أي: غنِّ لنا.
          وقد روي ذلك، عن [عكرمة، عن](1) ابن عباس: أخبرنا إبراهيم بن محمَّد الدمشقيُّ قراءة عليه بالمسجد الحرام، قلت له: أخبركم أحمد بن أبي طالب، عن أنجب بن أبي السعادات وغيره: أن طاهر بن محمَّد أخبرهم: أخبرنا محمَّد بن الحسين: أخبرنا الزُّبير بن محمَّد: أخبرنا علي بن مهرويه: حدَّثنا علي بن عبد العزيز: حدَّثنا القاسم بن سَلَّام، عن سفيان بن سعيد، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: {وَأَنتُمْ سَامِدُونَ} [النجم:61] قال: الغناء، وهي يمانيَّة، اسمدي لنا: تغنَّي لنا.
          وكذا رواه عبد بن حميد، عن عبد الرَّزَّاق، عن معمر، عن إسماعيل بن شروس، عن عكرمة، عن ابن عباس: {وَأَنتُمْ سَامِدُونَ} [النجم:61] قال: الغناء، قال عكرمة: وهي بلغة أهل اليمن، إذا أراد اليماني أن يقول: تغن؛ قال: اسمد.
          قوله فيه: وقال إبراهيم: {أَفَتُمَارُونَهُ}: أفتجادلونه.
          قرأت على فاطمة بنت محمَّد بن عبد الهادي بصالحية دمشق: أخبركم أحمد بن أبي طالب، عن أبي المنجى بن اللتيِّ: أنَّ أبا الوقت أخبره: أخبرنا شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاريُّ: أخبرنا الحسين بن أبي النضر والحسين بن محمَّد بن علي قالا: أخبرنا محمَّد بن عبد الله: أخبرنا أحمد بن نجدة: حدَّثنا سعيد بن منصور: حدَّثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم في قوله: {أَفَتُمَارُونَهُ}: قال: أفتجادلونه.
          رواه عبد بن حميد، عن عمرو بن عون، عن هشيم به.
          قوله فيه: وقال الحسن: {إِذَا هَوَى}: غاب، وقال ابن عباس: {أَغْنَى وَأَقْنَى}: أعطى فأرضى.
          أما قول الحسن؛ فقال عبد: أخبرنا عبد الرَّزَّاق: حدَّثنا معمر، عن قتادة، عن الحسن به.
          وأمَّا قول ابن عباس؛ فقال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أبي: حدَّثنا أبو صالح: حدَّثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس في قوله: {أَغْنَى وَأَقْنَى} [النجم:48] قال: أعطى وأرضى.
          وقال الفريابيُّ: حدَّثنا إسرائيل: حدَّثنا سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: {أَغْنَى وَأَقْنَى} [النجم:48] قال: {أقنى}: قنَّع. /
          قوله فيه: حدَّثنا الحميديُّ: حدَّثنا سفيان: حدَّثنا الزهريُّ: سمعت عروة يقول: قلت لعائشة ، فقالت: إنما كان من أهلَّ لمناة الطاغية التي بالمشلل؛ لا يطوفون بين الصفا والمروة... الحديث. [خ¦4861]
          وقال عبد الرَّحمن بن خالد، عن ابن شهاب: قال عروة: قالت عائشة: نزلت في الأنصار، كانوا هم وغسان قبل أن يسملوا يُهلُّون لمناة مثله.
          وقال معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: كان رجال من الأنصار، ممن [كان] يهلُّ لمناة، ومناة صنم بين مكَّة والمدينة، قالوا: يا نبي الله؛ كنَّا لا نطوف بين الصفا والمروة تعظيمًا لمناة...؛ نحوه.
          أما حديث عبد الرَّحمن بن خالد، وهو ابن مسافر؛ فقال الذهليُّ في «الزهريات»: حدَّثنا عبد الله بن صالح: حدَّثنا الليث: حدَّثنا عبد الرَّحمن به.
          وأخرجه الطحاويُّ في «مشكل الآثار»، عن فهد وهارون جميعًا عن عبد الله بن صالح به.
          وأمَّا حديث معمر؛ فقال الإمام أحمد: حدَّثنا عبد الرَّزَّاق: حدَّثنا معمر، وقال ابن جرير: حدَّثنا الحسن بن يحيى: أخبرنا عبد الرَّزَّاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كان رجال من الأنصار ممن يُهلُّ لمناة في الجاهلية _ومناة صنم بين مكَّة والمدينة_ قالوا: يا نبي الله؛ إنا كنا لا نطوف بين الصفا والمروة تعظيمًا لمناة، فهل علينا من حرج أن نطوف بهما؟ فأنزل الله ╡: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللهِ} الآية [البقرة:158] ، قال عروة: فقلت لعائشة: ما أُبالي ألَّا أطوف بين الصفا والمروة! قال الله: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ} [البقرة:158] قالت: يا بن أختي؛ ألا ترى أنَّه يقول: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللهِ...}.
          قال الزهريُّ: فذكرت ذلك لأبي بكر بن عبد الرَّحمن بن الحارث بن هشام، فقال: هذا العلم. قال أبو بكر: ولقد سمعت رجالًا من أهل العلم، يقولون: لما أنزل الله ╡ الطواف بالبيت، ولم ينزل الطواف بين الصفا والمروة؛ قيل للنبيِّ صلعم: إنا كنا نطوف في الجاهلية بين الصفا والمروة، وإن الله قد ذكر الطواف بالبيت، ولم يذكر الطواف بين الصفا والمروة، فهل علينا من جناح ألَّا نطوف بهما؟ فأنزل الله ╡: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللهِ} الآية كلها، قال أبو بكر: فاسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما؛ فيمن طاف وفيمن لم يطف.
          قوله فيه: حدَّثنا أبو معمر: حدَّثنا عبد الوارث: حدَّثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال سجد النَّبيُّ صلعم بالنجم، وسجد معه المسلمون والمشركون، والجن والإنس. [خ¦4862]
          تابعه ابن طهمان، عن أيوب ولم يذكر ابنُ علية ابنَ عباس.
          أما حديث إبراهيم بن طهمان؛ فأنبئت عن سليمان بن حمزة، عن عبد العزيز بن باقا: أنَّ يحيى بن ثابت بن بندار أخبرهم: أخبرنا أبي: أخبرنا أحمد بن محمَّد بن غالب: أخبرنا أحمد بن إبراهيم الجرجانيُّ: حدَّثنا أبو حامد بن الشرقيِّ: حدَّثنا أحمد بن حفص، وقطر بن إبراهيم، والفراء، قالوا: حدَّثنا حفص بن عبد الله: حدَّثني إبراهيم بن طهمان، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنَّه قال حين قرئت السُّورة التي يُذْكَر فيها النجم: سجد لها الإنس والجن.
          وأمَّا حديث ابن عُلَيَّة...


[1] ما بين معقوفين سقط من المطبوع.