تغليق التعليق

سورة الرحمن

          ░55▒ قوله في الرحمن
          وقال مجاهد: {بِحُسْبَانٍ} [الرحمن:5] : كحسبان الرحى.
          تقدم في (بدء الخلق).
          قوله فيه: وقال الضَّحَّاك: {الْعَصْفِ} [الرَّحمن:12]: التبن، وقال أبو مالك: {الْعَصْفِ}: أول ما ينبت، تسمِّيه النبط هَبُورًا، وقال مجاهد: {الْعَصْفِ}: ورق الحنطة، {وَالرَّيْحَانُ}: الرزق، والمارج: اللهب الأصفر والأخضر الذي يعلو النَّار إذا أُوقدت.
          أما قول الضحاك؛ فقال الفريابيُّ: قال سفيان هو الثوريُّ: بلغني عن الضَّحَّاك في قوله: {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ [وَالرَّيْحَانُ]} [الرَّحمن:12] قال: {الحب}: الحنطة والشعير، و{الْعَصْفِ}: التبن.
          وأمَّا قول أبي مالك؛ فقال عبد بن حميد: حدَّثنا يحيى بن عبد الحميد: حدَّثنا ابن المبارك، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي مالك في قوله: {الْعَصْفِ} [الرَّحمن:12] قال: أول ما ينبت، تُسمِّيه النبط هَبُورًا. /
          وأخرجه الطبريُّ من وجه آخر، عن إسماعيل، دون قوله: تسميه النبط هبورًا.
          وأمَّا قول مجاهد؛ فقال الفريابيُّ: حدَّثنا ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ} [الرَّحمن:12] قال: ورق الحنطة، {وَالرَّيْحَانُ}: الرزق.
          وفي قوله: {مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ} [الرَّحمن:15] قال: من اللهب الأصفر والأخضر الذي يعلو النَّار إذا أوقدت.
          قوله فيه: وقال بعضهم عن مجاهد: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ} [الرَّحمن:17] : للشمس في الشتاء مشرق، ومشرق في الصيف، {وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} [الرَّحمن:17]: مغربها في الشتاء والصيف. {لَّا يَبْغِيَانِ} [الرَّحمن:20] لا يختلطان. {الْمُنشَآتُ}: ما رفع قلعه من السفن، فأما مالم يرفع قلعه؛ فليس بمنشأة.
          قال الفريابيُّ: حدَّثنا ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} [الرَّحمن:17] قال: لها مشرق في الشتاء ومغربه، ومشرق في الصيف ومغربه.
          وبه في قوله: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ} [الرَّحمن:20] قال: لا يختلطان.
          وفي قوله: {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} [الرَّحمن:24] قال: ما رفع قلعه من السفن؛ فهي منشأة، وما لم يرفع قلعها فليس؛ بمنشأة.
          قوله فيه: وقال مجاهد: {كَالْفَخَّارِ}: قال: كما يصنع الفخار.
          قال الفريابيُّ: حدَّثنا ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} [الرَّحمن:14] قال: كما يصنع الفخار.
          قوله فيه: وقال مجاهد: {وَنُحَاسٌ} [الرحمن:53] : الصُّفْرُ.
          تقدم في (صفة النَّار).
          قوله فيه: وقال مجاهد: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ}: يَهُمُّ بالمعصية، فيذكر الله فيتركها، الشواظ: لهب من نار، {مُدْهَامَّتَانِ}: سوداوان.
          قال الفريابيُّ: حدَّثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد في قوله: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرَّحمن:46] قال: إذا همُّ بمعصية تذكَّر مقام الله عليه في الدنيا، تركها.
          والشواظ، تقدم في (صفة النَّار).
          وقال عبد: حدَّثنا شبابة: حدَّثنا ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {مُدْهَامَّتَانِ} [الرَّحمن:64] قال: مسودَّتان.
          قوله فيه: وقال الحسن: {فَبِأَيِّ آلَاء} قال: نعمة. وقال قتادة: {رَبِّكُمَا}: يعني: الجن والإنس، وقال أبو الدَّرداء: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}: يغفر ذنبًا، ويكشف كربًا، ويرفع قومًا، ويضع آخرين، وقال ابن عباس: {بَرْزَخٌ} حاجز، الأنام: الخلق، {نَضَّاخَتَانِ}: فياضتان، {ذُو الْجَلَالِ}: ذو العظمة.
          أما قول الحسن؛ فقال ابن جرير: حدَّثنا ابن بشار: حدَّثنا عبد الرَّحمن: حدَّثنا سهل السراج، عن الحسن: {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرَّحمن:13] قال: فبأي نعمة ربكما تكذبان.
          وأمَّا قول قتادة؛ فقال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أبي: حدَّثنا هشام بن خالد: حدَّثنا شعيب بن إسحاق: حدَّثنا سعيد، عن قتادة في قوله: {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرَّحمن:13] : يقول للجن والإنس: بأي نعم الله تكذبان؟ وأمَّا قول أبي الدَّرداء؛ فقال البخاريُّ في «تاريخه»: قال عبد الرَّحمن بن يحيى: حدَّثنا الوليد: حدَّثنا إسماعيل بن عبيد الله.
          (ح): وقال: [فقال] البيهقيُّ في «شعب الإيمان»: أخبرنا أبو نصر بن قتادة: أخبرنا أبو عمرو بن مطر: أخبرنا جعفر الفريابيُّ: حدَّثنا إبراهيم بن هشام: حدَّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله، [عن أبيه](1) ، عن أم الدَّرداء، عن أبي الدَّرداء في قول الله تبارك وتعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرَّحمن:29] قال: من شأنه أن يغفر ذنبًا، ويكشف كربًا، ويرفع أقوامًا، ويضع آخرين. لفظ سعيد.
          وقد روي مرفوعًا؛ فأخبرنا أبو هريرة بن الذهبيِّ إجازة: أخبرنا القاسم بن عساكر، عن محمود بن إبراهيم: أنَّ أبا الرشيد أحمد بن محمَّد بن الفيج أخبرهم: أخبرنا أبو عمرو بن منده: أخبرنا أبو نصر الجرجانيُّ: أخبرنا أحمد بن عثمان: حدَّثنا أبو قلابة: حدَّثنا يحيى بن عبد الحميد: حدَّثنا إسحاق بن سليمان، عن معاوية بن يحيى، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس قال: سُئِلَ أبو الدَّرداء عن هذه الآية: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرَّحمن:29] فقال: سُئِلَ عنها النَّبيُّ صلعم فقال: «من شأنه أن يغفر ذنبًا...» الحديث.
          وكذا رواه ابن مردويه في «تفسيره» عن أحمد بن عثمان، ويحيى ومعاوية ضعيفان.
          وقد روي عن يونس، عن أم الدَّرداء، عن أبي الدَّرداء، ففيه اضطراب أيضًا.
          قال البخاريُّ في «تاريخه»: قال لي هشام(2) بن عمار: حدَّثنا الوزير بن صَبيح: سمع يونس بن ميسرة، عن أم الدَّرداء، عن أبي الدَّرداء، عن النَّبيِّ صلعم: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرَّحمن:29] قال: «من شأنه أن يغفر ذنبًا، ويفرج كربًا، ويضع قومًا، ويرفع آخرين».
          أخبرناه الحافظ أبو الفضل بن الحسين: أنَّ عبد الله بن محمَّد أخبره: أخبرنا علي بن أحمد، عن عبد الله بن عمر: أخبرنا عبد الرحيم بن عبد الكريم: أخبرنا عمر بن أحمد بن مسرور: أخبرنا أبو عمرو(3) بن حمدان: حدَّثنا الحسن بن سفيان: حدَّثنا هشام بن عمار: حدَّثنا الوزير بن صَبيح: سمعت يونس بن ميسرة به.
          رواه ابن ماجه في «السنن»، وابن أبي عاصم في كتاب «السُّنَّة» له، عن هشام، ورواه ابن أبي حاتم في «التَّفسير» عن أبيه.
          ورواه ابن حبان في «صحيحه» عن إسحاق بن إسماعيل، كلاهما، عن هشام بن عمار به.
          وكذا رويناه في «معجم الطبرانيِّ الأوسط» قال: حدَّثنا بكر بن سهل، عن نعيم بن حمَّاد، عن الوزير بن صَبيح به، والوزير فيه ضعف.
          وله شاهد من حديث منيب بن عبد الله بن منيب، عن أبيه، عن النَّبيِّ صلعم، رويناه في «مسند الحسن بن سفيان» و«معرفة الصحابة» لابن منده، بإسناد ضعيف أيضًا.
          وأمَّا قول ابن عباس؛ فقال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أبي: حدَّثنا أبو صالح: حدَّثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس في قوله: {بَرْزَخٌ} [الرَّحمن:20] قال: حاجز.
          وتفسير الأنام تقدم في (بدء الخلق). و{ذو الجلال} [الرحمن:27] يأتي في (التَّوحيد)(4) .
          قوله فيه: وقال ابن عباس: {حُورٌ}: سود الحدق، وقال مجاهد: {مَّقْصُورَاتٌ}: محبوسات قُصِرَ طرفهن على أزواجهن، {قَاصِرَاتُ}: لا يبغين غير أزواجهن. /
          أما قول ابن عباس؛ فقال ابن أبي حاتم: حدَّثنا الفضل بن يعقوب: حدَّثنا حجاج ابن محمَّد قال: قال ابن جريج: أخبرني عطاء، عن ابن عباس به.
          وأمَّا قول مجاهد؛ فقال الفريابيُّ: حدَّثنا ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرَّحمن:72] قال: لا يبرحن الخيام.
          وبه في قوله: {وعندهم(5) قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} [الصافات:48] قال: قَصَرت أطرافهن عن الرِّجال، فلا ينظرن إلا إلى أزواجهن.


[1] ما بين معقوفين سقط من المطبوع.
[2] في المطبوع: (همام).
[3] في المطبوع: (عمر).
[4] هكذا قال ابن حجر ☼، ولم يتكلم على هذا الحديث هناك أيضًا، والحديث أخرجه الطبري في تفسيره 27: 165، وأبو الشيخ في العظمة 1: 342، والبيهقي في الأسماء والصفات1: 227. من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ☻. وفي سماع علي من ابن عباس كلام.
[5] في المطبوع: (فيهن).