تغليق التعليق

سورة الشرح

          ░94▒ قوله في {ألم نشرح}.
          وقال مجاهد: {وِزْرَكَ}: في الجاهلية. {أَنقَضَ}: أثقل. {مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}: قال ابن عيينة: أي: [إن] مع ذلك العسر يسرًا آخر؛ كقوله: {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [التوبة:52] و«لن يغلب عسر يسرين»، وقال مجاهد: {فَانصَبْ}: في حاجتك إلى ربك، ويذكر عن ابن عباس: {أَلَمْ نَشْرَحْ}: شرح الله صدره للإسلام.
          أما قول مجاهد؛ فقال الفريابيُّ: حدَّثنا ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ. وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ} [الشرح:1-2] قال: ذنبك. {الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ} [الشرح:3] قال: أثقل. {إنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح:6] قال: يتبع العُسر يسرًا.
          وأمَّا قول ابن عيينة...
          وقد روي قوله: «لن يغلب عُسر يسرين» موقوفًا على عُمر وعبد الله، مرفوعًا عن النَّبيِّ صلعم.
          أما الموقوف؛ فرواه ابن أبي الدنيا في كتاب «الفرج بعد الشِّدَّة» قال: حدَّثنا خالد بن خداش: حدَّثنا عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أسلم: أنَّ أبا عبيدة حضر، فكتب إليه عمر يقول: مهما ينزل بامرئٍ شدة؛ يجعل الله له بعدها فرجًا، وإنه لن يغلب عسر يسرين، هذا إسناد حسن.
          ورواه عبد بن حميد، من حديث ابن مسعود موقوفًا بسند جيد.
          وأمَّا المرفوع؛ فرواه ابن مردويه في «تفسيره»، من طريق عطية، عن جابر في حديث آخره: «فإن الله قد أوحى إليَّ: إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، ولن يغلب عسر يسرين»، وإسناده ضعيف.
          ورواه عبد الرَّزَّاق، وعبد بن حميد، وابن جرير من حديث الحسن، عن النَّبيِّ صلعم مرسلًا، وإسناده إلى الحسن صحيح.
          وقال عبد بن حميد في «تفسيره»: أخبرني يونس، عن شيبان، عن قتادة في قوله: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح:5] قال: ذُكر لنا أنَّ رسولَ الله صلعم بشر بهذه الآية أصحابه، فقال: «لن يغلب عسر _إن شاء الله_ يُسرين»، وهذا صحيح أيضًا إلى قتادة.
          وأمَّا قول مجاهد؛ فأخبرناه محمَّد بن محمَّد: أخبرنا إبراهيم بن علي: أخبرنا النجيب أبو الفرج الحرانيُّ: أخبرنا أحمد بن محمَّد اللَّبَّان في كتابه: أخبرنا أبو علي الحداد: أخبرنا أبو نعيم: حدَّثنا عبد الله بن محمَّد: حدَّثنا جعفر بن محمَّد: حدَّثنا عثمان هو ابن أبي شيبة: حدَّثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، في قول الله ╡: {فَإِذَا فَرَغْتَ}: من دنياك {فَانصَبْ} [الشرح:7] : في صلاتك، {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح:8] قال: اجعل نيتك ورغبتك إلى ربك.
          وهكذا رواه ابن المبارك في «الزُّهد» عن سفيان، عن منصور.
          وأمَّا قول ابن عباس؛ فقال ابن مردويه في «تفسيره»: حدثني محمَّد بن الحسين: حدَّثنا محمَّد بن العباس بن أيوب: حدَّثنا إسحاق بن الضيف: حدَّثنا حجَّاج، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: {أَلَمْ نَشْرَحْ} [الشرح:1] قال: شرح الله صدره للإسلام، إسحاق ضعيف.