تغليق التعليق

كتاب صلاة الخوف

          ░░12▒▒ من [كتاب] صلاة الخوف.
          قولُهُ فيه: حدَّثنا سعيد بن يحيى بن سعيد القُرشيُّ: حدَّثني أبي: حدَّثنا ابن جريج عن موسى بن عُقبة، عن نافع، عن ابن عمر نحوًا من قول مُجَاهِد: إذا اختلطوا قيامًا، وزاد ابن عمر عن النَّبيِّ صلعم: «وإن كانوا أكثر من ذلك؛ فليصلُّوا قيامًا ورُكبانًا». [خ¦943]
          قلت: لم يسق البُخَارِيُّ لفظ حديث ابن عمر، بل ولا ذكر لفظ مُجَاهِد الذي أحال عليه، وقد ظنَّ بعض النَّاس أنَّه علَّق أثر مُجَاهِدٍ، وليس كذلك، بل هو عنده في هذا الإسناد عن ابن جريج، لكن يحيى بن سعيد اختصر سياقه، واختصر البُخَارِيُّ منه أيضًا.
          وقد أورده الإسماعيليُّ، فبيَّنهُ بيانًا شافيًا، قال الإسماعيليُّ: أخبرني الهيثم بن خلف الدُّوريُّ: حدَّثنا سعيد بن يحيى الأُمويُّ...؛ فذكر مثله سواء، لكن زاد بعد قوله: قيامًا: فإنَّما هو الذكر وإشارة الرأس.
          وهكذا أورده أبو نُعَيْم في «مستخرجه» عن أبي أحمد، عن الهيثم.
          ورواه ابن جرير في «تفسيره» عن سعيد بن يحيى، فذكر بهذا الإسناد إلى ابن عمر قال: إذا اختلطوا(1) _يعني: في القتال_؛ فإنَّما هو الذكر، وإشارة الرأس.
          قال ابن عمر: قال النَّبيُّ صلعم: «وإن كانوا أكثر من ذلك؛ فيصلُّون قيامًا ورُكبانًا»، ولم يذكر مُجَاهِدًا.
          ثم قال الإسماعيليُّ: حدَّثناه(2) يحيى بن محمَّد بن صاعد: حدَّثنا يوسف بن سعيد: حدَّثنا حجَّاجُ بن محمَّد عن ابن جريج، عن ابن كثير، عن مُجَاهِدٍ قال: إذا اختلطوا؛ فإنَّما هو الإشارة بالرأس.
          قال ابن جريج: حدَّثني موسى بن عقبة عن نافع، عن ابن عمر بمثل قول مُجَاهِدٍ: إذا اختلطوا؛ فإنَّما هو التكبير وإشارة الرأس، وزاد عن النَّبيِّ صلعم: «فإن كثروا؛ فليصلُّوا رُكبانًا أو قيامًا على أقدامهم»؛ يعني: في صلاة الخوف، فبان بهذا الواسطة بين ابن جريج ومُجاهد؛ وهو عبد الله بن كثير، وظهر منه أن لا تعليق في هذا، وإنَّما أوردنا مثل هذا؛ لتمام الفائدة.


[1] في المطبوع: (اختلفوا).
[2] في المطبوع: (حدَّثنا).