تغليق التعليق

سورة الزخرف

          ░43▒ قوله في الزخرف.
          وقال مجاهد: {عَلَى أُمَّةٍ}: على إمام. {وَقِيلِهِ يَارَبِّ}: تفسيره: أتحسبون أنَّا لا نسمع سرَّهم ونجواهم ولا نسمع قيلهم.
          قال عبد بن حميد: حدَّثنا شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ} [الزخرف:22] قال: على ملَّة.
          وقال ابن أبي حاتم...
          قوله فيه: وقال ابن عباس: {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [الزخرف:33] لولا أن أجعل النَّاس كلهم كفارًا؛ لجعلت لبيوت الكفار سقفًا من فضة، ومعارج من فضة _وهي درج_، وسُرُر فضة. {مُقْرِنِينَ}: مطيقين. {آسَفُونَا}: أسخطونا. {يَعْشُ}: يعمى. وقال مجاهد: {أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ}: أي: تُكذِّبون بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه؟ {وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ}: سنة الأولين. {مُقْرِنِينَ}: يعني الإبل والخيل والبغال والحمير. {يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ}: الجواري جعلتموهن للرحمن ولدًا، فكيف تحكمون؟ {لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم} [الزخرف:20]: يعنون الأوثان. يقول الله: {مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ}: الأوثان، إنهم لا يعلمون. {فِي عَقِبِهِ}: ولده. {مُقْتَرِنِينَ}: يمشون معًا. {سَلَفًا}: قوم فرعون سلفًا لكفار أمة محمَّد. {وَمَثَلًا}: عبرة. {يَصِدُّونَ}: يضجُّون. {مُبْرِمُونَ}: مجمعون. {أَوَّلُ الْعَابِدِينَ}: أول المؤمنين.
          أما قول ابن عباس؛ فقال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أبي: حدَّثنا أبو صالح: حدَّثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [الزخرف:33] يقول الله تعالى: «لولا [أن] أجعل النَّاس كلهم كفارًا؛ لجعلت للكفار لبيوتهم سقفًا من فضة».
          وبه في قوله: {وَمَعَارِجَ} [الزخرف:33] : من فضَّةٍ(1) وهي الدَّرج.
          وبه في قوله: {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا} [الزخرف:34] قال: سررًا من فضة.
          وبه في قوله [تعالى] : {فَلَمَّا آسَفُونَا} [الزخرف:55] يقول: أسخطونا.
          حدثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم: حدَّثنا أبي: أخبرنا شبيب بن بشر، عن عكرمة، عن ابن عباس: [{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ} [الزخرف:36] قال: مَن يعمى](2) .
          وقال ابن جرير: حدثني علي: حدَّثنا أبو صالح: حدَّثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس في قوله: {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} [الزخرف:13] يقول: مطيقين.
          وأمَّا أقوال مجاهد؛ فقال الفريابيُّ: حدَّثنا ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} [الزخرف:5] قال: تكذِّبون بالقرآن فلا تعاقبون فيه.
          وفي قوله: {وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} [الزخرف:8] قال: سننهم.
          وفي قوله: {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} [الزخرف:13] : الإبل والخيل والبغال والحمير.
          وفي قوله: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} [الزخرف:18] قال: الجواري جعلتموهن للرحمن ولدًا، فكيف تحكمون؟
          وفي قوله: {لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم} [الزخرف:20] قال: الأوثان قال الله: {مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} [الزخرف:20] : ما يعلمون قدرة الله على ذلك.
          وبه في قوله: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} [الزخرف:28] قال: لا إله إلا الله.
          وبه في قوله: {فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَساورة مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ} [الزخرف:53] قال: يمشون معًا.
          وفي قوله: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا} [الزخرف:56] قال: هم قوم فرعون، كفارهم سلفًا لكفار أمة محمَّد.
          وفي قوله: {وَمَثَلًا} [الزخرف:56] قال: عبرة لمن بعدهم.
          وفي قوله: {إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف:57] قال: يضجُّون.
          وبه في قوله: {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ} [الزخرف:79] قال: مُجمعون(3) ، إن(4) كادوا شرًّا كدناهم مثله.
          وفي قوله: {إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف:81] قال: أنا أول المؤمنين بالله، فقولوا ما شئتم.
          قال عبد بن حميد: أخبرني شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد: {فِي عَقِبِهِ} [الزخرف:28] قال: في ولده.
          قوله فيه: وقرأ عبد الله _يعني ابن مسعود_: ▬إنني بريء↨ بالياء، والزخرف: الذهب.
          أخبرنا أبو الفرج بن الغزيِّ إذنًا مُشافهة، عن يونس بن أبي إسحاق: أخبرنا أبو الحسن بن المقير مشافهة، عن أبي الفضل بن ناصر: أخبرنا أبو القاسم بن أبي عبد الله الأصبهانيُّ في كتابه: أخبرنا عبد الواحد بن أحمد الباطرقانيُّ: أخبرنا أبو الشَّيخ بن حيان، أنبأنا العباس بن الفضل بن شاذان: حدَّثنا محمَّد بن خالد الخزاز: حدَّثنا عبد الصمد بن عبد العزيز المقرئ قال: قرأت على طلحة بن سليمان السَّمان قال: قرأت على الفياض بن غزوان قال: قرأت على طلحة بن مصرِّف قال: قرأت على يحيى بن وثَّاب قال: قرأت على علقمة قال: قرأت على عبد الله بن مسعود؛ فذكر القراءة كلها.
          وقال عبد بن حميد: حدَّثنا هاشم بن القاسم، عن شعبة، [عن الحكم، عن](5) مجاهد قال: كنا لا ندري ما الزخرف حتى رأيتها في قراءة عبد الله: ▬أو يكون لك بيت من ذهب↨.
          قوله فيه: وقال قتادة: {مَثَلًا لِلْآخِرِينَ} [الزخرف:56] : عظة.
          قال عبد بن حميد: أخبرنا عبد الرَّزَّاق، عن معمر، عن قتادة: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا} [الزخرف:56] قال: إلى النَّار. {وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ} قال: عظة للآخرين.
           [قوله فيه: وقرأ عبد الله _يعني: ابن مسعود_: ▬وقال الرسول يا رب↨ ، والزخرف: الذهب، قد تقدم إسناد قراءات ابن مسعود قريبًا] .(6)
          قوله فيه: وقال قتادة: {فِي أُمِّ الْكِتَابِ}: جملة الكتاب، أصل الكتاب. {أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ} [الزخرف:5] : مشركين، والله لو أن هذا القرآن رفع حيث رده أوائل هذه الأمة؛ لهلكوا. {فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} [الزخرف:8] : عقوبة الأولين، {جُزْءًا}: عِدلًا.
          أخبرنا أحمد بن محمَّد بن راشد في كتابه: أنَّ أبا بكر بن محمَّد الرضيَّ أخبرهم: أخبرنا عبد الرَّحمن بن مكِّي إجازة: أنَّ الحافظ / أبا طاهر السِّلَفي أخبرهم: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين: أخبرنا أبو علي بن شاذان: أخبرنا أبو بكر النجاد: حدَّثنا أبو داود: حدَّثنا محمَّد بن عبيد: حدَّثنا محمَّد بن ثور، عن معمر، عن قتادة في قوله: {يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد:39] قال: جملة الكتاب وأصله.
          ورواه عبد الرَّزَّاقفي «تفسيره» عن معمر مثله.
          وقال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أبي: حدَّثنا هشام بن خالد: حدَّثنا شعيب: حدَّثنا سعيد، عن قتادة: {أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} [الزخرف:5] قال: والله لو أن هذا القرآن رفع حين ردته أوائل هذه الأمة؛ لهلكوا، ولكن الله عاد بعائدته ورحمته، فكرره عليهم، ودعاهم إليه.
          وبه في قوله: {أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ} [الزخرف:5] : أي: مشركين.
          وقال عبد بن حميد: أخبرنا عبد الرَّزَّاق، عن معمر، عن قتادة: {وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} [الزخرف:8] قال: عقوبة الأولين.
          حدثنا يونس، عن شيبان، عن قتادة في قوله: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا} [الزخرف:15] قال: عِدْلًا.
          وقال البخاريُّ في كتاب «خلق أفعال العباد»: حدَّثنا روح بن عبد المؤمن: حدَّثنا يزيد بن زُريع: حدَّثنا سعيد، عن قتادة في قوله: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا} [الزخرف:15] : أي: عِدْلًا.


[1] في المطبوع: (قوله: من فضة {ومعارج}).
[2] ما بين معقوفين سقط من المطبوع.
[3] في المخطوط: (يجمعون).
[4] في المخطوط: (أي).
[5] ما بين معقوفين سقط من المطبوع.
[6] ما بين معقوفين بياض في الأصل.