تغليق التعليق

سورة النحل

          ░16▒ من تفسير سورة النحل
          قوله: وقال ابن عباس: {فِي تَقَلُّبِهِمْ}: اختلافهم.
          قال أبو جعفر الطبريُّ: حدَّثنا المثنَّى: حدَّثنا أبو صالح: حدَّثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس في قوله: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي(1) تَقَلُّبِهِمْ} [النحل:46] قال: على اختلافهم.
          قوله فيه: وقال مجاهد: {تَمِيدَ}: تَكَفَّأ. {مُّفْرَطُونَ}: منسيون.
          قال الفريابيُّ: حدَّثنا ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ} [النحل:15] قال: تكفَّأ.
          وبه في قوله: {لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرَطُونَ} [النحل:62] قال: منسيون. /
          قوله فيه: وقال ابن عباس {يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ}:(2) ، {سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا}: لا يتوعر عليها مكان سلكته.
          قال أبو جعفر الطبريُّ: حدَّثنا محمَّد بن عمرو: حدَّثنا أبو عاصم: حدَّثنا عيسى، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ} [النحل:48] قال: تتميل. {فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا} [النحل:69] قال: لا يتوعر عليها مكان(3) سلكته. وتقدم تفسير {يَتَفَيَّأُ} في كتاب (الصَّلاة).
          قوله فيه: وقال ابن عباس: {تُسِيمُونَ}: ترعون. {شَاكِلَتِهِ} [الإسراء:84]: ناحيته.
          قال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أبي: حدَّثنا أبو صالح: حدَّثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: {شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} [النحل:10] يقول: ترعون.
          وبه في قوله: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [الإسراء:84] يقول: على ناحيته.
          قوله فيه: وقال ابن عباس: {حَفَدَةً}: من ولد الرجل. السَّكَرُ: ما حُرِّمَ من ثمرتها. والرزق الحسن: ما أحل الله. وقال ابن عيينة عن صدقة: {أَنكَاثًا}: هي خرقاء كانت إذا أبرمت غزلها؛ نقضته. وقال ابن مسعود: الأُمَّة: معلم الخير، القانت: المطيع.
          قال ابن أبي حاتم: حدَّثنا يونس بن حبيب: حدَّثنا أبو داود _يعني الطيالسيَّ_: حدَّثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير ومجاهد، عن ابن عباس في قوله: {بَنِينَ وَحَفَدَةً} [النحل:72] قال: من ولد الرجل.
          وقال عبد: حدَّثنا سليمان بن داود، وهو أبو داود الطيالسيُّ، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير ومجاهد، عن ابن عباس قال: الحفد(4) : هم الولد.
          وقرأت على فاطمة بنت المنجى، عن سليمان بن حمزة: أنَّ الضياء محمَّد بن عبد الواحد المقدسيَّ الحافظ أخبرهم: أخبرنا زاهر بن أبي طاهر: أنَّ الحسين بن عبد الملك أخبرهم: أخبرنا عبد الرَّحمن بن الحسن: أخبرنا أحمد بن إبراهيم: أخبرنا محمَّد بن إبراهيم الدَّيبُليُّ: حدَّثنا سعيد بن عبد الرَّحمن: حدَّثنا سفيان بن عُيينة: حدَّثنا الأسود بن قيس، عن عمرو بن سفيان، عن ابن عباس في قوله تعالى: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} [النحل:67] قال: السكر: ما حرم الله من ثمرها، والرزق الحسن: ما أحل الله من ثمرها.
          رواه عبد بن حميد في «تفسيره» من حديث الثوريِّ، وأبو داود في «النَّاسخ والمنسوخ» من حديث زهير بن معاوية؛ كلاهما عن الأسود بن قيس به، ومن طريق قَبيصة، عن الثَّوري رواه الحاكم في «المستدرك».
          وقال عبد بن حميد أيضًا: حدَّثنا النضر بن شميل: أخبرنا إسرائيل، عن أبي حَصِين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: السكر: ما حرم منه، والرزق الحسن: حلاله.
          وأمَّا قول صدقة؛ فقال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أبي: حدَّثنا العدنيُّ: حدَّثنا سفيان، عن صدقة، عن السُّدِّيِّ في قوله: {وَلَا تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا [مِن بَعْدِ قُوَّةٍ] أَنكَاثًا} [النحل:92] قال: هي امرأة خرقاء كانت إذا أبرمت غزلها؛ نقضته.
          وأمَّا قول ابن مسعود؛ فأخبرنا به إبراهيم بن محمَّد الدمشقيُّ مشافهة بالمسجد الحرام: أخبرنا أحمد بن أبي طالب، عن أنجب بن أبي السعادات الحماميِّ: أنَّ محمَّد بن عبد الباقي أخبره: أخبرنا أبو الفضل حمد بن أحمد: أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ: حدَّثنا سليمان بن أحمد: حدَّثنا عبد الله بن محمَّد بن أبي مريم: حدَّثنا الفريابيُّ: حدَّثنا سفيان، عن فراس، عن الشعبيِّ، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود قال: قُرِئَت عنده هذه الآية أو قرأها: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ} [النحل:120] فقال: عبد الله بن مسعود: إنَّ معاذًا كان أمة قانتًا لله، فسُئل عبد الله فقال: هل تدرون ما الأُمَّة؟ الأُمَّة: الذي يعلِّم النَّاس الخير، والقانت: الذي يطيع الله ورسوله.
          هكذا رواه الفريابيُّ في «تفسيره»، ورواه الحاكم في «المستدرك» من طريق عبد الرَّزَّاق، عن الثوريِّ، ورواه أبو عبيد في كتاب «المواعظ» له عن عبد الرَّحمن بن مهدي، عن سفيان به. وله طرق إلى الشعبيِّ، وإسناده صحيح.


[1] في المخطوط: (على).
[2] في هامش المخطوط: (بخطه: لعله: تتميل).
[3] في المخطوط: (ملكان).
[4] في المطبوع: (الحفدة).